تتطلع دول عربية إلى استقبال زوار صينيين لإعادة إحياء قطاعاتها السياحية التي شهدت انتكاسة بسبب المخاوف الأمنية، إضافة إلى الحاجة إلى تطوير السياحة المحلية باعتبارها شرياناً حيوياً لاقتصاداتها، وفق ما يقول وزراء من المنطقة. في العام الماضي، تراجعت نسبة الحجوزات على الرحلات المتجهة إلى منطقة شمالي إفريقيا والشرق الأوسط، التي كانت تتعافى بعد ثورات الربيع العربي، في أعقاب الهجمات الدامية التي شنها داعش في تونس ومصر ودفعت بالسياح الأجانب إلى تجنب زيارة الشواطئ والمواقع التاريخية في المنطقة. لكن أعداد الزوار الذين قدموا من الصين إلى مصر ارتفعت العام الماضي رغم سلسلة الضربات الأمنية التي استهدفت عام 2015 قطاع السياحة، عماد الاقتصاد المصري، بعدما بدأت الحكومة السماح بالرحلات السياحية المنظمة (شارتر) من الدول الآسيوية، وفقاً لوزير السياحة المصري هشام زعزوع. وقال زعزوع خلال مؤتمر حول سياسات السياحة في الدول العربية ضمن منتدى مدريد الدولي للسياحة فيتور، إن عدد الزوار الصينيين ارتفع بأكثر من الضعف، من 60 ألفاً في عام 2014 إلى 135 ألفاً في عام 2015 في سنة عانينا فيها كثيراً. ولفت زعزوع إلى أن مصر عززت أيضاً جهودها للترويج للسياحة في السعودية وغيرها من دول الخليج العربي، مما يؤدي إلى زيادة كبرى في عدد الزوار من تلك الدول، كما أن بلاده تبذل مزيداً من الجهود لتشجيع السياحة الداخلية. وقال وزير السياحة المصري إن بلاده تعول على قصر الذاكرة للمسافرين الذين أصيبوا بالذعر وعادوا إلى بلادهم من قبل. وأضاف أعتقد أن عام 2016 سيكون عام عودة السياح إلى مصر وهذا الجزء من العالم. من جهته، قال وزير السياحة المغربي لحسن حداد، إن المغرب كثفت جهودها لتطوير سياحتها الداخلية والمساعدة في وقف التقلبات في حركة وصول الأجانب. وتشكل السوق المحلية حالياً 33 في المئة من إجمالي النشاط السياحي في البلاد، مقارنة مع 25 في المئة في عام 2012. وقال حداد إنه كلما تعززت السياحة الداخلية ازداد العمل في القطاع، لأن الناس المحليين سيسافرون رغم أي شيء. وأضاف أن ذلك شجع الكثير من المستثمرين للبقاء في المغرب وزيادة استثماراتهم. لقد تمكنا من اجتذاب المزيد من الاستثمارات رغم الأزمة التي بدأت في منتصف عام 2014. لقد شهدنا أيضاً خلق المزيد من فرص العمل، وعدد أكبر من الفنادق أبدى اهتمامه بالمغرب. واعتبر وزير السياحة الأردني نايف الفايز أن السياحة الداخلية هي الشيء الذي يبقيك صامداً في الأوقات الصعبة. لقد أهملنا السياحة الداخلية في منطقتنا. أعتقد أن ما حدث لنا في المنطقة ربما هو دعوة إلى اليقظة. (أ ف ب)
مشاركة :