طريق الحرير من الرياض إلى بكين - مهـا محمد الشريف

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كان لطريق الحرير تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والمصرية والهندية والرومانية حتى إنها أرست القواعد للعصر الحديث حيث طرح الرئيس الصيني عام 2013 المشروع بهدف إنشاء طريق حديث لتعزيز علاقات بكين مع منطقتي أوروبا والشرق الأوسط، من خلال مشروعات السكك الحديدية والطرق السريعة وخطوط الأنابيب وشبكات الطاقة الكهربائية وغيرها من روابط البنية التحتية. وقد دعت للاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة في السوق السعودي الذي يشهد إقامة مشروعات تنموية ضخمة في شتى المجالات، بما أن المملكة بالنسبة للصين وسط ضروري للاستثمار وأحد أهم الأسواق الاستثمارية العالمية. على هذا النحو يؤثر الاستثمار المتبادل على الاقتصاد بين البلدين ويعد مسألة لها خطط عريضة جعلت السعودية حليفاً اقتصادياً مهماً للغاية لبكين بعد أن أصبحت الرياض المورد الأكبر للنفط لها، لكن علينا ألا ننسى قلق أميركا من زيارة الصين إلى الشرق الأوسط، وحالة عدم الرضا والارتباك بعد الإعلان عن توقيع 14 اتفاقية بين المملكة والصين. وقالت صحيفة واشنطن تايمز: إن الصين تتجه إلى لعب دور أقوى في منطقة الشرق الأوسط وتسعى بقوة لتصبح الحليف البديل لدول الشرق الأوسط، بعد أن تسبب إصرار أميركا على تحسين علاقتها بإيران في زعزعة شعبيتها بين دول المنطقة. كما سجلت صادرات المملكة إلى الصين رقماً قياسياً بلغ 188.93 مليار ريال في عام 2013، و2014، بعد أن كانت في عام 2004 لا تتجاوز 22 ملياراً، وجاءت الصين في المرتبة الثانية لأكثر الدول التي تستورد من المملكة فكان حجم التبادل التجاري 110 مليارات دولار، وبلغ الميزان التجاري بين البلدين 110,45 مليارات دولار لصالح المملكة. وفي الواقع إن أداة التأثير السياسي الرئيسية الأخرى هي العلاقات الدائمة بين الدول المهمة التي تبنى على الشراكات الاستراتيجية ومدى الثقة بماضي وحاضر ومستقبل كل دولة وما قدمته المملكة عبر تاريخها من تعاون ودعم للاقتصاد العالمي والسلم الدولي يعزز من استقطاب القوى الكبرى لإقامة افضل العلاقات معها وهذا ما جعل الصين تسارع في خطوات تعزيز علاقتها بالمملكة لتكون شراكة شاملة. ويعرف عن الصينيين الحكمة ومن أشهرها إن أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة في عام 1990 والآن فقد بدأ حصاد هذه الزراعة في تنمية العلاقات لمستقبل واعد وشراكة شاملة لتأسيس مناخ صحي وواسع الأفق لدولتين كبيرتين ومؤثرتين في عالمنا المعاصر. فمن الطبيعي أن تحيط بنا الدول الكبرى للتبادل التجاري وعقد الشراكات لثقتها في موقف المملكة وعملها على استقرار الاقتصاد العالمي من خلال استقرار امدادات الطاقة على مدى عقود، والصين الأكبر نمواً باستهلاك النفط ويهمها أن تكون شراكاتها مع المورد الموثوق للطاقة والتي تعد المملكة الرائدة فيه عالمياً. new.live911@hotmail.com

مشاركة :