بعد أن أذهلوا العالم في علوم التقنية الحديثة، وتحديهم لكبرى الدول الصناعية في العالم، عاد الصينيون لينثروا إبداعاتهم القديمة الممتدة عبر جذور التاريخ، وجددوا ماضيهم التاريخي من خلال عرض "تراثهم" في معرض جدة الدولي الثالث للكتاب لأول مرة. ولم يكن "طريق الحرير" الذي يربط بين المملكة العربية السعودية، وجمهورية الصين الشعبية حدثاً عابراً يقل بريقه بعد بضعة أيام، ولم يكن مقتصراً على اتفاقيات تجارية، أو صناعية فقط، بل امتد ليعزز جميع أوجه التعاون بين البلدين، وظهر ذلك في مشاركة كبيرة لـ"الصينيين"، في "كتاب جدة". حضر الصينيون إلى أروقة المعرض، كـ"ضيف شرف" حاملين "الثقافة"، و"الفكر"، و"الفن" ليشاركوا عبر فعاليات متنوعة ضمن الرؤية الإستراتيجية الصينية "طريق الحرير"، والذي يهدف إلى تعزيز التّعاوُن الاقتصادي، والتِّجاري، والسياحي ويخلق السلام في أنحاء العالم. وتوزعت الفعاليات والمشاركات الصينية في المعرض ما بين كتب، ومؤلفات صينية، ولوحات جمالية، وتراث تاريخي يعود إلى مئات السنين من تاريخ الصين الشعبية، إضافة إلى مشاركة 45 شخصاً سيؤدون عروضهم في المعرض على شواطئ أبحر. ولم يقتصر التراث الصيني على المعلقات، واللوحات، والصور غير المتحركة، بل امتد ليظهر التاريخ الصيني، إذ حضرت اللهجات الصينية لتشكل علامة فارقة في الفعاليات التي جرت يوم أمس، وأبرزها اللهجات، والتقاليد الصينية، والمحاكاة، وكذلك عروض فرقة "كروبات" اللافتة.
مشاركة :