شيكاغو (إلينوي) - تحاول 'ساعة القيامة' الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الكثيرون حول مصير العالم جراء ما يحصل فيه من أزمات وسيكون اليوم موعدا لمجلة علماء الذرة الأميركية التي ترعى هذه التجربة لتعلن للجميع عن تقديراتها بشأن ما إن كانت البشرية "تقترب من نهايتها" فعلا وأي هامش يتبقى لها لتدارك ما يمكن تداركه؟ وهل العالم على حافة هاوية؟ وتمثل 'ساعة القيامة' حكم أبرز خبراء العلم والأمن حول المخاطر التي تتهدد الوجود البشري على خلفية الحرب في أوكرانيا وأزمات أخرى وستعلن نشرة علماء الذرّة في شيكاغو عند الساعة العاشرة صباحا (15.00 ت غ) إن كان سيتم تحديث وقت الساعة الرمزية. وتصف المنظمة الساعة بأنها "استعارة" عن مدى قرب البشرية من التدمير الذاتي وتقول إن عملية إعادة الضبط السنوية يجب أن يُنظر إليها على أنه "دعوة للعمل لإعادة العقارب إلى الوراء". ويتم اتخاذ قرار إعادة ضبط عقارب الساعة كل عام من قبل مجلس العلوم والأمن في النشرة ومجلس الرعاة الذي يضم 11 من حاملي جائزة نوبل. ويشرف على تحديد موقع عقارب هذه الساعة علماء وخبراء دوليون وهي ساعة رمزية تنذر من خطر حصول كارثة كبرى على الأرض كلما اقتربت عقاربها من منتصف الليل وقد صممتها نشرة علماء الذرة كمؤشر على إمكانية فناء العالم. وبالنسبة إلى عام 2023 قالت النشرة إنها ستأخذ في الاعتبار الحرب الروسية الأوكرانية والتهديدات البيولوجية وانتشار الأسلحة النووية واستمرار أزمة المناخ وحملات التضليل التي ترعاها الدول والتقنيات التخريبية. وتم تحريك عقارب الساعة 100 ثانية قبل منتصف الليل في يناير/كانون الثاني 2021 وهي أقرب نقطة من منتصف الليل في تاريخ الساعة وظلت على هذا التوقيت العام الماضي. وأفادت النشرة في بيان خلال تحديث الساعة العام الماضي "تظل الساعة في أقرب نقطة على الإطلاق ليوم القيامة ونهاية الحضارة لأن العالم لا يزال عالقا في لحظة خطيرة للغاية". وكانت عقارب ساعة نهاية العالم عُدّلت عشرين مرة منذ إنشائها وتراوحت بين دقيقتين قبل منتصف الليل في العام 1953، و17 دقيقة قبل منتصف الليل في العام 1991 مع انتهاء الحرب الباردة. وقُدّمت عقاربها في العام 2017 إلى دقيقتين وثلاثين ثانية قبل منتصف الليل وخصوصا بسبب الخطاب المتوتر للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وفي العام 2015 أُخّرت عقاربها دقيقتين وظلّت ثابتة في العام 2016. وتأسست النشرة عام 1945 على يد ألبرت أينشتاين وجي روبرت أوبنهايمر وعلماء آخرين عملوا في مشروع مانهاتن الذي أنتج أول أسلحة نووية. والساعة التي ترمز إلى الضعف العالمي هي وسيلة لتوعية الرأي العام الدولي بالأخطار المحدقة بالعالم، بسبب انتشار الأسلحة النووية والتغير المناخي والحروب وضُبطت لأول مرة على سبع دقائق قبل منتصف الليل في 1947. وبحسب فريق العلماء والخبراء المكوّن من متخصصين في العلوم والشؤون الدولية والبيئة والأمن فإن "قادة العالم لم يستجيبوا بشكل فعّال للتهديدات المتزايدة حول الحرب النووية أو التغيّر المناخي" وهي مسائل تجعل العالم في درجة من الخطر هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
مشاركة :