«المرسى» التونسية.. سحر الطبيعة وفخامة المعمار

  • 1/26/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مدينة المرسى التونسية، الأكثر أناقة في الضواحي الشمالية للعاصمة، حيث حافظت على سحرها وطابعها الفخم ولا تزال منتجعاً ساحلياً شهيراً، وتوجد المدينة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن مدينة تونس حوالي 25 كلم، وقد حباها الله موقعاً جغرافياً مميزاً، حيث البحر والجبال والغابات، ما جعل الخضرة تكسوها في كل الأوقات والفصول، إضافة إلى كورنيشها الساحر الذي يحلو فيه المشي أو الجلوس ومشاهدة البحر مع رؤية الضفة الأخرى من خليج تونس، فضلاً عن جبالها التي تجعل منها لوحة طبيعية لا مثيل لها، تبهر التونسيين والسياح من جميع أنحاء العالم. وفق الباحث التونسي الدكتور محمد الماجري، يعود تاريخ مدينة المرسى إلى العصر البونيقي، وفي القدم كانت تنتمي إلى منطقة «ميغارا»، وهي إحدى ضواحي مدينة قرطاج البونية، مؤكداً أن المرسى القديمة كانت حضارة سامية تأسست عام 814 قبل الميلاد، مضيفاً أنها أقامت هيمنتها على الأراضي الفينيقية الأخرى في جميع أرجاء البحر الأبيض المتوسط ​​ومنطقة شمال أفريقيا، وما تعرف الآن بدولة إسبانيا، والتي استمرت حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد، حيث إنه، وفي عهد شهرة المدينة، صار نفوذها السياسي واسعاً، وشمل معظم مناطق غرب البحر الأبيض المتوسط ​​وكانت واحدة من المراكز التجارية الرئيسية. وتابع الماجري «كانت مدينة المرسى في حالة دائمة من الصراع مع اليونانيين على صقلية والجمهورية الرومانية، مما أدى إلى سلسلة من الصراعات المسلحة المعروفة باسم الحروب الصقلية والبونيقية، وشكّلت هذه الحروب أكبر فترة من تاريخ المدينة، كما كان عليهم التعامل مع الأمازيغ المتفجرين، وهم السكان الأصليون للمنطقة لتي بُنيت فيها مدينة المرسى، إضافةً إلى ذلك، وفي عام 146 قبل الميلاد بعد الحرب البونيقية الثالثة والأخيرة، تم تدمير مدينة المرسى واحتلتها القوات الرومانية، مثلما احتلت جميع المدن الفينيقية الأخرى». أخبار ذات صلة دعوات للتصويت بكثافة في الانتخابات التونسية التونسيون يترقبون المرحلة الثانية للانتخابات فنون العمارة وأضاف الماجري، أنه بعد وقت قصير من الفتح العربي، تم إنشاء رباط يقف عليه الرجال الأتقياء للحراسة وتعليم الصوفية في القرن الثاني عشر، حيث يتم دفن بعض المرابطين المشهورين. وأكد أن مدينة المرسى كانت في عهد الحسينيين الممتدين من الإمبراطورية العثمانية، وتحديداً في فترة محمد باشا (1855-1859) مقر إقامة ملوك وبايات الدولة، حيث عرفت العديد من الإنجازات أهمها العمارة التي شهدت تطوراً مهماً، خاصة عبر تصميم قصر السعادة الذي شُيد وسط حديقة شاسعة في قلب مدينة المرسى، بمساحة 3000 متر مربع، وأُلحقت به بعض المنتزهات. أجمل مقهى أما الناشط في المجتمع المدني محمود المرساوي، فتحدث عن أهم المعالم التاريخية، مبرزاً «قصر العبدلية»، الذي يعتبر أقدم معلم حفصي ثقافي وطني في تونس، وذلك لاحتضانه العديد من التظاهرات الثقافية والعروض الفنية، وكذلك «قصر البلدية» الذي كان يسمى قصر السعادة، والذي أصبح مقراً جديداً لبلدية المرسى. وتابع المرساوي: توجد في المرسى «قبة الهوى» وهي منطقة بناها أحد البايات بقصد إخفاء حمام الأسرة الحاكمة، والتي أصبحت مطعماً رائجاً فيما بعد، وكذلك «صالات العرض» والتي من أهمها «دريبا»، «ميل فوي»، «صادقة سبيس»، «صاف صاف» وأيضا «كنيس المعجزات» والذي تم افتتاحه عام 1927م، فضلاً عن «حي الصفصاف» الذي يقع في قلب شاطئ المرسى، وهو أفضل مكان للترفيه في المدينة، كما يوجد المقهى الشهير الذي يحمل نفس الاسم، وهو مكان أسطوري يحافظ على تقاليد «الآداب التونسية»، ووصفته صحيفة «لوموند» الفرنسية ذات يوم بأنه «أجمل مقهى في العالم».

مشاركة :