عندما يموت الضمير

  • 12/21/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في خضم الأحداث التي مرّت بها المملكة في الأسابيع الأولية لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة وغير النظامية، انكشف الغطاء عن كثير من الأمور التي كان المواطن يجهلها تماماً، أولها الأعداد الهائلة من المخالفين والمتخلفين والمتسترين وأصحاب الضمائر الميتة الذين لا يهمهم أبدا الصلاح والإصلاح بل يعشقون الفوضى ويعملون من خلالها. ماذا نصنع مع أصحاب الضمائر الميتة؟ سواء كان ذلك مسؤولا أو مواطنا وأعني بالمسؤول الذي أوكلت له في عمله مهمات أمنية ولم ينفذها بالشكل السليم ومنهم المرتشي والمتهاون وفاقد الضمير، وقس على ذلك الكثير.. أعتقد لو كان هنالك ضمير حي من قبل جميع المسؤولين في جميع مراكز الدولة الأمنية وغير الأمنية لما حدث مثلما رأينا وشاهدنا وسمعنا من مخالفات غير معتادة ولا مستحبة نتيجة لإهمال وتراخي وتقاعس وخيانة الضمير لعدد من الذين يعملون ويظن بهم أنهم من حماة الوطن.. فهناك عمالة كان يقبض عليها وتعود لمزاولة العمل بعد يوم أو يومين أو أسبوع وهي مخالفة وغير نظامية وهناك من يزور ويدفع الرشوة ويخرج بعد فترة من التحقيق.. هنالك من يرحل ويعود بعد شهر أو شهرين وهنالك من يخرج من بوابات الخروج ويفترض ألا يعود ولا يسجل في سجله ذلك، ويعود بعد شهر أو شهرين كيف يتم ذلك؟ يتم عن طريق الضمير الميت والخيانة العلنية للوطن وللأمانة وللضمير.. والعتب لن يكون على الدولة فهل تضع الدولة رقيبا على كل مسؤول أو كل شخص مكلف بأعمال في هذا المجال مستحيل، لكن كان يفضل أن يكون هنالك رقابة إدارية دورية صارمة على الذين يعملون في النقاط الحساسة التي لها علاقة بهكذا أمور.. فهنالك من ضعاف النفوس من تغريه المادة فيبيع ضميره للشيطان متناسيًا الأمانة الملقاة على عاتقة، سواء كان مدنياً أو عسكرياً والعسكري مصيبته أكبر وإن كانوا سواء في خيانة الضمير والأمانة والوطن. كما أن للمواطن دورا مهما للغاية في مساندة الأمن كما هي الحال بالنسبة لرجل الأمن، فالمواطن هو رجل الأمن الشامل الذي يرى ويلحظ أكثر من غيره وهو المختلط بالمخالفين يومياً وهو الذي يرى ويسمع أكثر من غيره, يفترض أن يكون سنداً وعوناً للأمن في بلده فلا يرضى أن يرى مخالفا أو مشتبها أو مشبوها أو أي شيء غريب دون أن يبلغ فوراً الجهات المعنية كما هي حال المواطنين في أوروبا وغيرها من البلدان المتحضرة، ونحن الأولى بهذه الأمور إذ إن ديننا الحنيف لم يترك أمرا مهما إلا ونبهنا عه ومنه اليقظة والانتباه وحفظ الأمانة والصدق في العمل والتعامل.

مشاركة :