عندما يموت الضمير الحي ..!

  • 8/13/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مات الضمير الحي فكفنوه بكفن شديد السواد ودفنوه في أرض قاحلة لا ماء فيها ولا زرع وكأن شيئاً في نفوسهم لم يُكن ولم يهتموا به مهما حصل و كان .. هذا الضمير الذي مات في زمن الغرائب والعجائب والتناقضات وعدم الخوف من الله .. هذا الضمير الحي الذي كُنا به قبل وفاته نعيش مٌتحابين مُتصافين متعاونين على فعل الخير في كل مكان ونخاف الله به في السراء والضراء فلا نظلم أحد ولا نتعدى على حقوق أحد ولا ننكر الجميل والمعروف ولا نكذب ولا نخون ولا ننكث المواثيق والعهود .. هذا الضمير الحي اليقظ هو الذي تُحفظ به الحقوق المتمثلة في حقوق الله و الناس و تُحرس به وتصان أعراض الناس وممتلكاتهم من دواعي التفريط و الإهمال وسوء الأخلاق .. فمات الضمير الحي موت فجأة عند كثيرٍ من الناس وماتت معه كل معاني الحب والصدق والإخلاص والإنسانية فلا حول ولاقوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .. فموت الضمير الحي أو إنحرافه عن طريق الحق والصواب أمر خطير و هو من الشيطان الرجيم الذي يُزين للإنسان سوء عمله حتى يراه حسناً فيعيش في الظلمات وهذا عمى البصيرة الذي هو أشد من عمى البصر يقول تعالى : (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) .. فعندما تموت ضمائر كثير من الناس وتتبلد مشاعرهم وتسوء اخلاقهم وتتغير مبادئهم وقيمهم ولا يخافون الله فيما يقولون ويفعلون ويصنعون سعياً وراء أوهام واهية خداعة كذابة كحب الظهور والكسب الغير مشروع بنكث العهود والمواثيق ونكران الجميل والعبث في التواصل بين الجميع بالكذب والزور والبهتان و أكل حقوق الناس والتعدي على ممتلكاتهم دون وجه حق والتعرض للأعراض والأحساب والأنساب دون علمٍ أو دراية وقطع الارحام وأكل أموال بعضهم البعض بالباطل بعيداً عن مخافة الله .. إنهم فئة استأثروا الحياة الدنيا عن الآخرة وباؤوا بغضب من الله والله يمهلهم ولا يهملهم في الدنيا ولكل أجلٍ كتاب ويوم القيامة حساب وعذاب وإما جنةٌ أو نار .. موت الضمير الحي أصبح في هذه الأيام بكثرة .. وأكثر من ماتت ضمائرهم لايكترثون بموتها بل يزدادون كفراً وطغياناً أما لكثرة أموالهم أو بمناصبهم وسلطانهم ويتصرفون وكأنهم عن الموت مُغيبون وفي هذه الحياة مخلدون ولا يموتون فالعياذ بالله منهم ومن ما يصنعون حتى أقرب الناس لهم وامواتهم في قبورهم لم يسلموا من أذاهم بسبب موت ضمائرهم وحقدهم وطمعهم وحسدهم وشيطانهم الأكبر الذي يدلهم على طريق الشر والخراب وسوء الأخلاق وقطع الأرحام ويعينهم عليه وهم في طغيانهم يعمهون والله بهم خبير عليم بصير .. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يقول المولى عز وجل في سورة(قٓۚ):[وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ] صدق الله العظيم .

مشاركة :