منذ اندلاع الصراع الدامي في سوريا - من أجل الدفاع عن مجرم واحد - تعيش مدينة حلب تحت وطأة القصف والمعارك على جبهات متفرقة مما ساهم في تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان هذه المدينة المنكوبة، فهم بين مرارة النزوح وشبح الموت الذي ظل يطاردهم في كل مكان حتى وصل إلى المستشفيات والمراكز الطبية والتي لم تسلم من القصف والدمار والذي نال مؤخرًا من المرضى والمصابين، ففي يوم الخميس الماضي قتل 38 مدنيًا في قصف صاروخي على إحدى المستشفيات وقبلها بليلة واحدة قتل 30 مدنيًا لاستهداف إحدى الطائرات الحربية للنظام السوري مستشفى ميداني في حي السكري في الجهة الشرقية للمدينة. مدينة حلب تحرق اليوم وقد أعلن النظام المجرم بأن معركة حلب انطلقت مؤكدًا عزمه على تحرير المدينة بالكامل من رجس الإرهاب وأن جيش طاغية الشام يستعد مع حلفائه للمعركة الحاسمة، ويأتي هذا الإعلان للقضاء على مدينة حلب بالرغم من أن هذه المدينة من أبرز المناطق المشمولة بوقف الأعمال القتالية والساري منذ 27 فبراير والذي تم التوصل اليه بناء على اتفاق أمريكي روسي حظي بدعم مجلس الأمن. كالعادة عند كل مجزرة تحدث في إحدى البلدان ضد المسلمين فإن أصوات الشجب والاستنكار تتعالى ولكن المشكلة في أن أصحاب هذه الأصوات لم يعرفوا أو حتى يقتنعوا بأن لا قيمة لمثل تلك الأصوات وذلك لأن الضمير العالمي الإنساني والمثل والمباديء المختلفة أصبحت لا تعترف بقيمة الإنسان المسلم فقد مات منذ بدء الحرب في سوريا أكثر من 200 ألف قتيل وذلك وفق إحصائية الشبكة السورية لحقوق الإنسان في حين نزح منها حوالى 7 ملايين مواطن داخل البلاد وهرب من الحرب أكثر من 6.5 مليون لاجيء خارج البلاد، فما الضرر لو مات 300 تحت ركام المستشفيات أو حتى 30 ألف. لم يعانِ شعب في العصور الحديثة مثل ما عانى الشعب السوري للحصول على حريته وكرامته وذلك بعد حكم استبدادي غاشم بقي على صدورهم لأكثر من أربعين عامًا وقد ذكرت بعض التقارير والدراسات الميدانية بأن 11.5% من السوريين إما قتلوا أو أصيبوا منذ اندلاع الثورة في مارس 2011 وحتى اليوم، في حين قدر أحد مراكز الأبحاث عدد الضحايا لليوم بنحو 470 ألف قتيل وقرابة المليوني جريح. دماء واشلاء وقتل وتعذيب وسجن واضطهاد وكل ألوان العذاب تقع منذ 5 سنوات ضد الأبرياء والمدنيين والعزل ومع ذلك وحتى الآن فإن البعض لا يزال يؤمن بالمفاوضات والمنظمات الدولية والمؤتمرات والاجتماعات أكثر مما يؤمن بأن هؤلاء بشر يستحقون شيئًا من الرحمة والإنسانية. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :