طرد اللاجئين من أوروبا.. لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله

  • 1/30/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

إذا دهس شخص في العالم الثالث وفي العالم الإسلامي على وجه التحديد، قطة عبرت الطريق فجأة ستقوم الدنيا ولن تقعد في العالم الغربي، وربما يدعو البعض مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ لمناقشة حادثة الدهس، وستنهال علينا جمعيات الرفق بالحيوان متشدقة بحقوق الحيوان والرأفة به. لكن إذا كان هناك شعب يباد في العالمين العربي والإسلامي فلن تجد صدى صوت لمن ينوح ويصرخ على فقدان أخيه أو أبيه. وإن حاولت شعوب دول العالم الثالث الهروب من الموت بركوب البحر ستجد من يضع لهم الحديد والنار على الحدود ويتركون فريسة لبرد الشتاء. بالأمس قررت هولندا أن ترحل إلى تركيا مهاجرين وصلوا إلى أراضيها هربا من جحيم الحروب. وحذت السويد «قبلة» حقوق الإنسان العالمية بخطورة أكثر استفزازا لحقوق الإنسان حذو هولندا حين أعلن وزير الداخلية السويدي أندرس يغمان أن بلاده تعتزم ترحيل 60 ألف شخص. دخلوا أراضيها العام الماضي بعد صراع مرير مع البحر. والقائمة تطول حيث أقدمت فنلندا على ذات الخطوة وتعتزم أيضا طرد 20 ألف طالب لجوء من بين 32 ألفا وصلوا إلى البلاد في العام الماضي، تماشيا مع نسبة الرفض المعتادة التي تصل إلى 65%. هذه الدول كانت تتغنى بخصوصية اللجوء للشعوب الهاربة من الحروب، وهي من أكثر الدول المتنطعة في قضايا حقوق الإنسان، بل إن قوانينها تسمح لكل من يطلب اللجوء على أراضيها خصوصا من دول النزاعات والحروب. ها هي اليوم تنقلب على القيم التي تدعي أنها رمز لها وتمارس أسوأ أنواع الاضطهاد البشري. من الآن فصاعدا لن نصدق هذه الأيقونات المزيفة لحقوق الإنسان ولن تمر علينا دموع التماسيح على حقوق الإنسان المزعومة مادامت هذه الدول تلقي باللاجئين في المجهول. ينطبق حقا على هذه الدول ما قاله الشاعر أبو الأسود الدؤلي: لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم.

مشاركة :