«وكأنك يا أبوزيد ما غزيت»

  • 2/7/2023
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

الاجتماع الأول للجمعية العمومية لجمعية المسرح والفنون الأدائية برئاسة الفنان والممثل الكبير الأستاذ ناصر القصبي، يعتبر بلا شك خطوة متقدمة وانطلاقة في مسيرة الجمعية وإن كانت هذه الخطوة جاءت متأخرة بعض الشيء زمنياً، الاجتماع طرح محاور عدة ناقشها الحاضرون من أعضاء الإدارة وأعضاء الجمعية العمومية، أهم المحاور هي استراتيجية الجمعية والهيكل التنظيمي لها وأنظمتها والفعاليات التي سيتم التركيز عليها في السنة الأولى، مع الإشارة إلى أن جمعية المسرحيين ذات صفة اعتبارية مستقلة عن القطاعات الأخرى المعنية بالمسرح، ولعل من أبرز تعليقات أعضاء الجمعية العمومية على محاور الاجتماع، كانت مقترح فصل المسرح عن الفنون الأدائية، حيث تم الاتفاق بالتصويت على هذا المقترح في الاجتماع المقبل بعد دراسته من قبل أعضاء مجلس الإدارة، كذلك من أبرز التعليقات والمقترحات المتعلقة بالمسرح، أهمية إشراف الجمعية على جميع النشاطات الخاصة بالمسرح والفنون الأدائية، دعم الجمعيات والفرق المسرحية لإنتاج عروض مسرحية من أجل تمكين المواهب للظهور المسرحي في العلن، غير أن هذه التعليقات والمقترحات سادها العديد من النقاشات المتبادلة والتي أثْرت الاجتماع بالآراء الصائبة، إلا أن الصورة لم تتضح لأعضاء الجمعية العمومية حول ما إذا كانت جمعية المسرح والفنون الأدائية برئاسة الفنان ناصر، هل من أهدافها إنتاج الأعمال المسرحية أم أنها تكتفي بدعم الفرق والجمعيات المسرحية الصغيرة المتفرقة في أنحاء المملكة؟ سؤال حاول بعض أعضاء مجلس الإدارة بالجمعية الإجابة عليه، لكن لم يستطع أحد منهم التأكيد على إنتاج الجمعية للعروض المسرحية أو عدم الإنتاج، وبرغم التفاؤل الذي ساد الاجتماع وتبادل الطموحات المستقبلية والتطلع لكل جديد يخص الجمعية، إلا أن الغموض ساد بعض الشيء نحو توجه الجمعية، هل تنتج مسرحيات أم تدعم مسرحيين، وسواء أنتجت الجمعية مسرحاً أم دعمت مسرحيات، يظل الغموض والتساؤل كذلك حول المسرحيات المراد إنتاجها، هل هي للجمهور المحلي أم للجمهور الخارجي؟ كذلك يستمر السؤال عن نوعية المسرحيات، هل هي اجتماعية مستمدة موضوعاتها من الواقع الاجتماعي يدخلها الجمهور المحلي عن طريق الشباك، أم هي موضوعات فكرية وإنسانية عامة ذات طابع تراجيدي فلسفي يدخلها الجمهور عن طريق الدعوات، ثم السفر بها إلى الخارج للمشاركة في مهرجانات لغرض الاستفادة من فوائد السفر، محدثكم كعضو جمعية عمومية أنا متفائل خيراً بخطوات جمعية المسرح والفنون الأدائية بأهدافها وفعالياتها المستقبلية، لكن كمهتم ومتابع قديم لمسرحنا الاجتماعي الجماهيري السعودي، أخشى على الجمعية باستراتيجياتها ونظرياتها الوقوع في محبة المهرجانات الخارجية، عندها يعود مسرحنا للتوهان مبتعداً عن جمهوره المحلي، وبالتالي سيقول هذا الجمهور لجمعية ناصر: كأنك يا أبوزيد ما غزيت!

مشاركة :