«كأنك يا بوزيد ما غزيت»!

  • 1/13/2018
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

تشتد حدّة الأحداث حولنا، وتتزاحم القضايا المُلِحّة في ساحتنا، ويتعاظم الرجاء في نواب أمتنا بأن يكونوا بمستوى الأحداث وبمستوى تطلعات الشعب في النهوض بمستقبل الأمة.. ولكن، وآهٍ من لكن، تتضاءل جميع القضايا المُلحة في جدول أولويات مجلسنا العتيد لتنصّب على قضية الشعب الأولى والأهم، حسب تقديرهم (أي النواب)، وهي قضية «التقاعد المبكر»! ويصطف نوابنا، وأغلبهم ممن توسمنا خيراً بهم، على التوقيع على أولوية هذا القانون. يا لها من خيبة أمل أشعر بها ويشعر بها الكثير غيري، حين نرى المجالس في الدول المتقدمة تفكر في زيادة إنتاجية الفرد في العمل، ونوابنا يشجعون – وبكل أسف – «التنْبَلة» أو التقاعد المُبكِّر… مؤلم أن نرى العالم المتحضر يفكر في تطوير قدرات العمالة الوطنية ومد سنوات عملها… ونوابنا يتسابقون لطرد العمالة الوطنية المؤهلة من سوق العمل إلى فُرِشهم الوثيرة… صعبٌ أن نرى الآخرين يتنافسون في استثمار الخبرة الوطنية، ونوابنا يتسابقون في تفريغ سوق العمل من هذه الخبرات تحت ذريعة أن التقاعد اختياري. يا سادة، أي منطق يبرر أن يكافأ المتقاعد الشاب بمعاشٍ مبكر، وأن يُحَمَّل المواطن المخلص عبء إنجاز الأعمال وحده؟ وأي حسبة تبرر أن يتحمل القادمون الجدد إلى سوق العمل عبء تمويل معاشات مبكرة للآلاف الذين سيختارون التقاعد المبكر، أو أن تتحمل الدولة العبء الثقيل والديون الإضافية التي سيرتبها الأمر على ميزانية الأجيال القادمة؟! منطق معكوس ورِدّة اقتصادية.. ومجلس آخر معظم أعضائه يبحثون عن الشعبية.. وكأنك يا بــــوزيد ما غزيت! إلى وزير الصحة: مرة أخرى تُلح عليَّ إحدى العزيزات (صديقتي أم محمد) أن أكتب عن معاناتها ومعاناة المرأة الكويتية عامة، والأرملة والمطلقة خاصة.. ففي ظرف طارئ استدعى جراحة لابنها خلال الأسبوع الماضي، رفض المسؤولون في المستشفى توقيعها، وقبلها بفترة تُرِكَ زوجها المريض ينزِف ويعاني في ظروف صعبة في غرفة الإنعاش.. وطلب منها أن تأتي بأحد أبنائها الذكور ممن بلغ 18 سنة أو أحد أعمام الابن.. فماذا تفعل وهو أكبر إخوته وعمه خارج البلاد، وأمهُ تضرب أخماساً بأسداس في ممرات المستشفى تبحثُ عن ذكرٍ يَرْضَى المستشفى بتوقِيعه… لستُ الأولى ولن أكون الأخيرة في الكتابة عن هذا الموضوع، ولكن كما يبدو، لا حياة لمن تنادي، فالمرأة مع الأســـف ما زالت قاصرا في ذهن العقلية البيروقراطية الحكومية القاصرة، على الرغم من أنها هي التي حملت وولدت وربَّت، ولكنه التخلف! فرجاؤنا من الوزير الشاب د. باسل الصباح أن يستعين بالجهات القانونية «وليكنس» هذا التخلف، سواء في الإجراء والاجتهاد من المنفذ المسؤول لعلَّه ينجح.. والله المستعان. عزاؤنا الحار: آلمنا مُصابكم أيها الأخ العزيز محمد الصقر بفقد عزيزتكم حنان.. وحنانيك يا رب أن ترأف بوالديها وجميع أحبابها، فقد كانت تلك النسمة الخفيفة بين أقرانها.. رحمها الله.. وعظم أجركم وأجر والدتها أم عبد الله وأهلها وألهمكم الصبر والسلوان.. «إنا للهِ وإنا إليهِ راجعون». د. موضي عبدالعزيز الحمود

مشاركة :