يؤمن معظم أولياء الأمور بأهمية الحضور للمدارس من أجل التفاعل بين الطلاب والمعلمين، وهم يتوقعون أن يتلقوا ملاحظات المعلم على شكل عمل مدرسي تمت مراجعته، وذلك من أجل تقييم التقدم الذي يحرزه أطفالهم، إضافة إلى حضور اجتماعات المدرسة للقاء المعلمين شخصيا، لكن بينما كان الطلاب الأكثر ثراء على دراية بالتكنولوجيا ولديهم أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة في المنزل والقدرة على الوصول إلى مختبرات الكمبيوتر، والإنترنت عالي السرعة في المدرسة، كان الطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض في المدارس العامة الريفية يفتقرون إلى المهارات التقنية الأساسية. إن التكلفة المرتفعة لبيانات الهاتف المحمول هي أحد أكبر معوقات التعلم عن بعد في إفريقيا، فمع إغلاق المدارس، فإن عديدا من الأطفال الذين لا يوجد لديهم كمبيوتر في المنزل اعتمدوا على الهواتف المحمولة لوالديهم من أجل حضور الحصص المدرسية، لكن بعض الآباء رفضوا ذلك متعللين بتكاليف البيانات المرتفعة والهاتف محدود التخزين، كما لم يستطع آخرون شراء هاتف ذكي. لكن حتى الآباء الأكثر ثراء الذين لديهم أطفال في المدارس الخاصة وجدوا صعوبة في التعامل مع زيادة استخدام البيانات، حيث أدت الجائحة إلى نقص في مدخولهم كذلك. علاوة على ذلك، فإن الافتقار إلى الوصول الموثوق إلى الإنترنت جعل التعليمات المتزامنة صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة، وفي كثير من الأحيان كان هناك تأثير سلبي للأخطاء الفنية المفاجئة ومشكلات الاتصال في قدرة الطلاب على التعلم، وكان المعلمون يكافحون من أجل ضمان انتباه الطلاب للمواد وفهمهم لها. تعد أسعار البيانات المرتفعة للغاية مشكلة على مستوى القارة، حيث تؤثر سلبا في التعلم في جميع أنحاء إفريقيا، ومن أجل معالجة تلك المشكلة يجب على الحكومات إجبار مزودي خدمات الهاتف المحمول على خفض الأسعار وتقديم عروض بيانات بأسعار مخفضة للطلاب والمعلمين، وكخيار بديل يمكن للحكومات تقديم الدعومات للشركات الراغبة في تزويد أطفال المدارس وأولياء أمورهم ببيانات وأجهزة مجانية. لقد أصبح التعلم عن بعد جزءا لا يتجزأ من التعليم، ومن المرجح أن تستمر خدمات التواصل عبر الفيديو مثل زووم، وبغض النظر عن أزمات الصحة العامة. من الضروري تطوير أنظمة إدارة التعلم التي تمكن المعلمين من تقديم الدروس بشكل فاعل، وإشراك الطلاب أثناء الأنشطة الصفية وتوفير أدوات يمكن الوصول إليها لتقييم تقدمهم. يجب أن يصبح المعلمون أيضا أكثر مهارة في استخدام هذه المنصات الجديدة. لتحقيق هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتعلق بالتعليم "هدف التنمية المستدامة 4"، الذي يهدف إلى "ضمان تعليم جيد وشامل ومنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"، يجب على الحكومات الإفريقية معالجة الفروق التعليمية التي تفاقمت بسبب الجائحة. لكن أولا، يجب على صانعي السياسات توفير الموارد اللازمة لإيجاد بيئة تعليمية آمنة وعادلة لجميع الطلاب، سواء كانوا يرتادون مدرسة خاصة أو عامة. خاص بـ«الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.
مشاركة :