مخاوف في إيران من تمرد عناصر أمنية بسبب قضية الحجاب

  • 2/13/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - تلقى ضابط في الشرطة الإيرانية تحذيرا بعد امتناعه عن إلزام سيدة بوضع الحجاب وفق ما يقتضيه القانون في الجمهورية الإسلامية، بحسب ما أفادت وكالة أنباء محلية الإثنين ما يشير إلى نوع من الرفض لعناصر امنية لسياسة التشديد من قبل السلطة وكذلك مخاوف النظام من حصول عصيان من قبل بعض الأجهزة الامنية. وانتشر خلال الأيام الماضية على نطاق واسع على مواقع التواصل، شريط مصوّر يظهر الضابط وهو يرفض إلزام سيدة بوضع الحجاب، بعدما طلبت منه امرأة تقوم بتصويره بهاتفها، القيام بذلك. وقال الضابط إن "هذه السيدة (التي لا تضع الحجاب) تريد الخروج بهذا الزي، لا إشكال في ذلك، الأمر لا يعنيني". وأفادت وسائل إعلام محلية أن الحادثة وقعت في مركز طبّي بمحافظة كرمانشاه في غرب الجمهورية الإسلامية. والإثنين، أوردت وكالة "تسنيم" أن "الضابط تم استدعاؤه الى مكتب التفتيش وتلقى التحذيرات الضرورية بعد تحقيق مفصّل"، وذلك نقلا عن بيان للشرطة في محافظة كرمانشاه. وأتى انتشار الفيديو على خلفية احتجاجات تشهدها إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس. ويلزم القانون في الجمهورية الإسلامية النساء، سواء الإيرانيات أو الأجانب، وضع غطاء للرأس في الأماكن العامة منذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979. وبعد اندلاع الاحتجاجات، بات يمكن في أنحاء طهران ومدن أخرى، رؤية نساء يتجوّلن بلا غطاء للرأس، من دون أن يكنّ عرضة لإجراء أو تنبيه من الشرطة. وتحدثت السلطات الايرانية عن مساع لحل جهاز شرطة الأخلاق لتهدئة المحتجين لكنها لم تلتزم بتعهداتها فيما دافع رجال الدين عن الحجاب باعتباره رمزا من الرموز الاسلامية. وفي مطلع كانون الثاني/يناير، أفادت وسائل إعلام محلية أن السلطة القضائية طلبت من الشرطة التشدد في قمع المخالَفات لقانون الحجاب. كما أشارت الى أن الشرطة استأنفت تحذير مالكي السيارات من عدم التزام سيدات على متنها قواعد اللباس خصوصا الحجاب، بعد تعليق ذلك في خضم الاحتجاجات. وفجرت قضية ارتداء الحجاب والضوابط الصارمة التي تطبقها شرطة الأخلاق انقسامات حادة في إيران بين مؤيد لتلك الضوابط وبين رافضين لها ولممارسات السلطة الدينية ورجال الدين. وقبل ذلك حظر شاه ايران رضا بهلوي ارتداء الحجاب من خلال إقرار قانون في يناير/كانون الثاني عام  1936 يلزم الإيرانيات بخلع حجابهن، معتبرا أنه من مظاهر التخلف. وأثار هذا القانون ردود فعل شعبية غاضبة آنذاك استمرت إلى أن تم إلغاؤه في عهد ابنه الشاه محمد رضا عام 1944. وبعد مجيء الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، عاد الحجاب إلى الواجهة السياسية مجددا، مع صدور تعليمات من قائد الثورة الراحل آية الله خميني بضرورة أن ترتدي النساء الحجاب الشرعي خارج بيوتهن.

مشاركة :