مبدعون يتغنون بمآثر الوطن والشهيد في مهرجان الشعر الشعبي

  • 2/4/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

احتضن قصر الثقافة، مساء أمس الأول، الأمسية الثانية في الدورة الثانية عشرة من مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، وقد اشترك فيها أربعة شعراء هم: الشيخة لولوة بنت خليفة آل خليفة من البحرين، وعبدالله محمد الجابري من الإمارات، وعلي الغمبوصي من عُمان، وعبد الله محمد السرحاني من الأردن، وأدار الأمسية الشاعر علي العبدان، بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة. الشاعرة لولوة آل خليفة قرأت قصائد عدة، فيها الحنين والإحساس بالفراق ولوم الأحبة على الصدود، وفيها الهم الوطني والعربي، وهي تمتلك حساً حداثياً، حيث تستغل الرمز واللغة الإشارية التي توحي بمدلولات وراء المعنى الظاهر، ففي إحدى المقطوعات رمزت للأمة العربية بالفتاة المطعونة غدراً من طرف الأعداء بسكين في وسطها، وتتخذ كلمتي العجم وشهرم للإشارة إلى ذلك العدو الذي يدس الدسائس ويطعن خاصرة الأمة طعنة غادرة نرى آثارها صراعات دامية في أجزاء كثيرة من رقعته، كما عبرت في قصائد أخرى عن الإحساس باللوعة، وعتاب المحبوب على الفراق: رضيت لو ماه على القلب واتاه رضيت لين ابكيت ليلا حزينة لو الدنيا تعطينا على ما نتمناه كنت أستوي للموج بحر وسفينه ولو أن الاسامي تتفق مع مسماه كان استواني البحر بيبت وسكينه شوف وين وداني إياسي ومجراه حتى غزير البحر من زود بينه لي قلت بنتظره بس ان باترياه ما دمت ما تبيه لي قلت وينه الشاعر عبد الله محمد السرحاني بدأ بقصيدة مهداة للشارقة، عبر فيها عن زهوه بالشارقة واعتزازه بكرم أهلها ما جعلها لؤلؤة المدن، كما قرأ قصائد أخرى نوع فيها بين الوطنيات والغزل، وهو شاعر متدفق الأسلوب يمتلك قدرة كبيرة على تفريع المعاني، وتوصيف دواخل النفس، وفي غزله سردية جميلة يغوص فيها في أعماق نفس الحبية ويناقشها في صدودها نقاشاً لا يخلو من طرافة ونكتة، وهو شاعر متدفق الأسلوب طويل النفس، أصيل الشعر محكم البناء، يخترع الصور البديعة، يقول: الصمت يذبح وحدتي بزعاجه يهدم صروح من الأمل ويبني في داخلي شيئن صعيب اخراجه البارحة ليلي غفا وسراجه ضايق يوديني إلى أبعد ضني كني سجين وينتظر الفراجه لا تكسر الخاطر وأنا متمني يا مملكة شعري واسمك تاجه عنيت لك لون القصيد بفني ولا فادني بدع الشعر وانتاجه شفني بيوت أضحك لهن يبكني في داخلي بحرك تزيد أمواجه خذني وانا همس الشقا من وني أما الشاعر علي الغمبوصي فبدأ بشلة مهداة للشارقة التي رآها محط آمال المثقفين، فيها المجد الأصيل والكرم العميم، ثم قرأ قصيدة مهداة إلى أبوظبي وحكامها، كما قرأ قصائد في الغزل والإنسانيات وفي الاعتزاز بوطنه عمان، وهو شاعر جيد النسج قوي العبارة جياش المشاعر، يقول: أحلامنا بيض والأيام مسوده اليا متى ننتظر يا حظنا الجافي لو كان فينا شقي أو جوع من سده لو يحترق خبزنا ما نعرف الصافي ياللي تقول الفقير اليوم وش حده بطونكم شابعه والحال متعافي تدور سن الرحى مده ورا مده والي انطحن حلمنا الباقي على الوافي حنا كذا حالنا باللين والشدة أحيان نبرد وفينا يشتعل طافي لو قسمنا يتعب المكيال ويهده أجزل يمينك ترا الميزان للأسلافي الشاعر عبد الله محمد الجابري قرأ قصيدة حماسية خلد فيها بطولات الشهداء ومواقفهم العظيمة، ووقوفهم في وجه العدو الظالم، وجالدوه حتى ردوه خائباً، ورووْا بدمائهم الزكية أرض الوطن لكي يظل شامخاً، ولكي يعود الحق إلى أهله، وتبقى ديار العرب سليمة شامخة، ويعود الظالم ذليلاً خائفاً، وتنكشف دسائسه الخسيسة، وقرأ الجابري أيضاً قصائد في الحب والفراق، وهو شاعر جيد القريحة حديث التصوير يعرف كيف يفصل الصورة من أشياء الواقع من حوله، ويتفنن في وصف صدود الحبيب وفراقه، يقول في الشهيد: لجل الوطن ما ترخص الأعمار بالعكس تغلي في عيون الدار يا اللي دفعت العمر لجل بلادك تفخر بك أمك يا ولدها البار عليك يا روح الشهيد نصلي وما نبات إلا ماخذين الثار نضيق لكنه قضى ومقدر ولله حق وبيده اللي صار فقدك ترى أشبه بفقد الاخوه أخوة وطن قبل النسب يختار إخوان لو ما نلتقي باسمائنا نبقى أنا وانته عيال الدار أما صباح أمس فقد أقيمت أصبوحة شعرية في جامعة زايد بدبي، اشترك فيها أربعة شعراء هم: خميس بن بليشة الكتيبي وهزاع بن سمرة من الإمارات، ومحمد الحجاجي من اليمن، وفالح علوان من الكويت، وأدارها خالد محمود. بدأت الأصبوحة بإلقاء للشاعر خميس بن بليشة الذي تميزت أشعاره بتعدد الموضوعات وجزالة الألفاظ، وعذوبة المعاني، وتفاعل معه الجمهور، ومن قصائده التي ألقاها: مشتاق للبيت للسريات للتربة مشتاق لامي لابويه لاطهر احبابي مشتاق للي.. سعادة قلبي بقربة واضم عفراء غلا واتصيح خصابي محمد الحجاجي تغني بقصائد تحمل الكثير من العمق والتميز في كلماتها، منها قصيدة الإمارات، عضة وطن، عائشة، فلسفة المطر، والعشق ومن كلماتها: يا ضحكة الغيم عين الأرض مشتاقة عشق السماء ل انسكب شوق المزن ساقي ما بين رمشي ورمشك عين رقراقة وان خانك الدمع يبقي عشقنا باقي لحن المطر لي تناغم صوت طقطاقة أسمع ترحيب صدري تعبر آفاقي ولاقت قصائد هزاع بن سمرة استقبالاً متميزاً من الحضور، حيث تميز بعذوبة الحرف وكلماته التي تصل إلى المتلقي من دون تكلف ومن اختياراته لهذه الأصبوحة قصيدة يا دار، مقدر ومحشوم، الهجوس، ربان فكر ومن أبياتها: بعض الاوادم خلق له وجهه قناعة يسبق علي المدح ويسابق علي السبه والقيد يثني مابين الزور وذراعة ماكته الا وكيري في طرف شبه وكان الختام من نصيب فالح بن محمد بن علوان العجمي الذي أمتع الحضور بكلماته كأنه يتنفس شعراً ومن قصائده الغرنوم، الغطاس، مسك الختام ومن أبياتها: في كل شيء أقدر اقول أني تمام إلا الي لامست راحات اليدين فيعيش فؤادي من وري عوج العظام لاماك يا أعظم روايات السنين

مشاركة :