شركة جوجل إحدى أشهر الشركات اليوم في العالم لديها العديد من الشعارات المختلفة منها أنك تستطيع أن تربح دون أن تضر الآخرين، ومنها (لا تكن مصدر أذى لغيرك)، ويتميز مقر الشركة في كاليفورنيا بتوفر العديد من الألعاب المسلية والأجهزة الرياضية للموظفين لممارسة الرياضة في أوقات الراحة كما توجد أحواض سباحة في مقر العمل ولديهم حوالي 11 مقهى ومطعماً منتشرة في أرجاء المبنى، كما يوجد لديهم خدمات المكتبة والمساج الطبيعي والمصبغة والكوي والحلاقة وكلها متوفرة بالمجان، كما توفر الشركة حضانة لأطفال الموظفين أثناء العمل ولذلك فإن أحد المديرين في جوجل يقول: (إننا نواجه صعوبة في إقناع الموظفين بمغادرة مكاتبهم بعد انتهاء الدوام الرسمي في المساء فهم يحبون عملهم أكثر من أي شيء آخر). بلاشك أن بيئة عمل مثل هذه لن تكون بيئة محفزة للإنجاز فقط، بل وأيضاً للإبداع والتميز، فالموظف لا يريد الخروج من مكان عمله، ومثل هذا الموظف؛ لا يحب عمله فقط، بل يعشقه، وإذا عشق الإنسان شيئاً، فيمكنه أن يصنع المستحيل ويبدع بشكل يفوق الخيال، وهذا ما جعل شركة مثل شركة جوجل التي تم تأسيسها في عام 1996 من قِبَل شخصين بقيمة مليون دولار، تضم اليوم أكثرمن 40 ألف موظف وقيمتها السوقية ما يعادل 150 مليار دولار. بيئة العمل يمكنها أن تكون محفزة للتشجيع والإبداع، ويمكنها أن تكون مولدة للشحناء والحقد والحسد، البعض يأتي إلى عمله متشوقاً إليه، والبعض يبحث عن أي عذر لكي لا يأتي إلى العمل، وإذا لم يجد واضطر بأن يأتي لمقر العمل فيأتي وكأنه مقتحم ساحة معركة، فتجده بدلاً من أن يتفرغ للعمل والإنجاز؛ فإنه يتفرغ إما لمهاجمة الآخرين والبحث عن سبل إيذائهم والتشكيك في أعمالهم، أو أخذ الحيطة والحذر والترقب لأي هجوم مضاد قد يأتيه من أي جهة كانت، أو أي ثغرة قد تستغل لتكون منفذاً يمكن أن يستغله البعض ضده في العمل، فأي إبداع أو إنجاز؛ أو تطوير أو خدمة يمكن أن تُقدَّم للآخرين في مثل هذه البيئة؟. على من يسعى لوضع الخطط الإستراتيجية والبرامج التطويرية وغيرها من الإجراءات الإدارية المختلفة لزيادة إنتاج المنشأة؛ أن يبذل بعض الجهد والوقت لكي يُحسِّن من بيئة العمل الداخلية، فحتى نتمكن من إصلاح الظاهر، يجب أولاً أن نصلح الباطن. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :