يبقى لكل اختراع أو ابتكار حديث فوائده وأضراره، وتبقى الاستفادة من هذه الاختراعات أو الابتكارات قائمة على سلوك وثقافة مستخدميها، وتُعدُّ وسائل التواصل الاجتماعية إحدى هذه التقنيات الحديثة، والتي انتشرت مؤخرًا، وأصبحت جزءًا رئيسًا في حياة كثير من الناس، وهذه الوسائل مثلها مثل باقي الاختراعات لها فوائد عديدة، بل هي عالم جديد. فمعظم وسائل التقنية الحديثة لا تخلو اليوم من مثل هذه الوسائل، فقد ساهمت في تواصل الناس ببعضهم البعض، كما ساهمت في اختصار الوقت، وتقليل الجهد، وإتاحة الفرصة للتعرّف على عوالم مختلفة، لم تكن معروفة من قبل للكثيرين، بل إن الكثير من الخدمات المختلفة تم استحداثها من خلال وسائل التواصل الاجتماعية؛ ممّا ساهم في جعل نشر المعلومات أيسر وأسرع. وكما أن لهذه الوسائل إيجابيات، فإن لها سلبيات، ومن سلبياتها تضييع الوقت، كما تسبّب الإدمان من خلال كثرة الارتباط بها غير أن من أهم السلبيات التي أصبحنا نعاني منها اليوم هو أنها أصبحت في كثير من الأحيان وسائل للتقاتل، وليست للتواصل، كما أصبح كثير منها مصدرًا للمعلومات السيئة وغير المفيدة، بل والفاضحة في بعض الأحيان. لذلك تبقى الاستفادة من هذه الوسائل تعتمد في الدرجة الأولى على مَن يستخدمها، ولماذا يستخدمها؟ فهو الذي يختار، ولديه منتهى الحرية أن يتّبع الأسلوب الأمثل في استخدامها بشكل إيجابي يساهم في تنمية وتواصل أفراد المجتمع، أم بشكل سلبي يساهم في زرع الفرقة والبلبلة والنميمة بين أفراد المجتمع، فعلى سبيل المثال يستطيع أي شخص أن ينشئ حسابًا له -سواء باسمه الشخصي، أو اسم وهمي- على هذه الوسائل، ويقوم من خلال هذا الحساب بوضع ونشر ما يشاء من معلومات، بغض النظر عن مصداقية وصحة تلك المعلومات وأثرها في الآخرين. إننا في حاجة ماسّة اليوم إلى أن نعمل جاهدين على ضبط هذه الوسائل، وأن نضع قوانين صارمة تجاه ما يحدث فيها من تقاتل، ومن إشاعة للفوضى بين الناس، وتهديد أمن المجتمع، ونشر الأكاذيب والأباطيل، كما أننا في حاجة إلى تكثيف جهود التوعية حول ما تسببه مثل هذه الوسائل من آثار سلبية على الوطن والمواطن. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :