بعد انتهاء نظام القذافي في ليبيا تُركت البلاد اربعة أعوام تضج في فوضى عارمة حتى تمكنت منها مليشيات من القاعدة وداعش، وكعادات السياسات المزدوجة تبدأ بسيناريو يتشارك فيه عدد من الدول العظمى تتفاوض على من تقرع طبول الحرب اولاً، وتنشر تعاملات متفاوتة تشير إلى تحليلات كثيرة أهمها موارد البلاد، ولعل ذلك يمثل دليلاً قاطعاً على أن الوقت قد أزف واحتمال تدخل عسكري وشيك للتحالف الدولي في ليبيا، إذ قال الكاتب ديفيد إجناتيوش في صحيفة واشنطن بوست: الاستراتيجية الأميركية حيال ليبيا تقوم على الآمال والتوقعات بدلًا من وضع تصور نهائي لنهاية اللعبة، وبهذا المعنى فإن السياسة الأميركية ما زالت تفتقر إلى الوضوح الاستراتيجي، والمأزق الحالي يتمثل في عدم رغبة الإدارة الأميركية في القفز إلى المجهول لأسباب عديدة، أهمها الخلافات بين قيادات المعارضة حتى إن رئيس اللجنة السياسية لجبهة المتمردين قال: "إنهم يتصرفون مثل الأطفال". وتبدو تلك المعلومات والتصريحات لتقييم الوضع ميدانيا متفاوتة ومتناقضة، أمام اعتبارات سياسية تفيد بأن بريطانيا ستكون أول الواصلين لوضع حجر الأساس أمام القوات الغربية القادمة كما تناقلته وكالات الأنباء. فهل حان الوقت للإطاحة بالدولة السابعة ضمن المخطط الكبير، أم هي الحجة ذاتها استهداف زعيم تنظيم الدولة الإسلامية وتنفيذ غارة جوية، خوفاً على الدول العربية من داعش مثلا؟ والعجيب هنا أن داعش تستثني أمن اسرائيل أو اميركا؟ ففي عام 2011، حاولت واشنطن أخذ دور "الحامية" والمسؤولة النبيلة عن ليبيا، حتى لا تتعرض لتهديد مفترض وإبادة جماعية من قِبَل زعيمها الراحل معمر القذافي، على حد وصف الإدارة الأميركية، لكن واشنطن تسببت في مقتل آلاف الليبيين، نتيجة الغارات الجوية التي نفذها حلف الناتو ضد هذا البلد الشمال إفريقي. قد لا يختلف العالم في الغايات بقدر اختلافه في السبل إليها ومن فرط تداخلها فقدت القدرة على التمييز بين الحقائق والأوهام وتعذرت الاستقلالية في النظر إلى القضايا المحورية، وتحولت إلى حرص شديد على الثروة النفطية عوضا عن الأرواح البشرية. ولا شك أن تلك الاسطوانة المشروخة ما زالت تتكرر على الشاشات وفي الخطابات السياسية، بأن عزل داعش يعد هدفاً معقولاً، وعلى المسؤولين العسكريين تقديم حجج مقنعة بقابلية تحقيق هذا الهدف، حتى لو اعتزمت وزارة الدفاع الأميركية ضرب أهداف داعش بنجاح، فلا يزال من غير المؤكد امتلاكها قوة برية موثوقة للاحتفاظ بالأراضي التي سيتم طرد داعش منها. لقد سلم جورج بوش العراق وسورية إلى إيران وأشعل فتيل الفوضى في خمس دول عربية أخرى وها هو باراك أوباما قبيل رحيله يخطط لتسليم ليبيا ونفطها وغازها لاسرائيل أم لإيران.. نرجو توضيح هذا الدور التراجيدي في المحطة القادمة التي تهدد أيضا أمن مصر ودول شمال أفريقيا. new.live911@hotmail.com
مشاركة :