الأسهم العالمية .. خسائر مقلقة مع غياب المحفزات

  • 2/7/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

لم تنفع حقن الإنعاش التي قدمتها البنوك المركزية في منح أسواق الأسهم العالمية المزيد من القوة التي تمكنها من الحفاظ على مكاسبها نهاية الأسبوع قبل الماضي لتغرق من جديد في موجات بيع تحت ضغوط الأداء الاقتصادي ونتائج الشركات وتقلبات أسعار النفط، وتنهي الأسبوع الماضي على خسائر بالجملة. وجاء تقرير الوظائف الأمريكي لشهر يناير/كانون الثاني الذي صدر الجمعة ليضاعف من حدة قلق المستثمرين حول أداء الاقتصاد بعد فشله في تحقيق الرقم المتوقع في حدود 180 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي حيث سجل 151 ألف وظيفة فقط. إلا أن التقرير كشف عن تراجع معدلات البطالة لأدنى مستوى لها منذ فبراير/ شباط 2008 وارتفاع المعدل الوسطي لأجور ساعة العمل، وهو ما أنعش الآمال بتحقيق التوازن في السياسة النقدية. وكانت الأسهم في آسيا قد بدأت تداولات الأسبوع يوم الإثنين على وقع الخطوة التي فاجأ بها البنك المركزي الياباني الأسواق بخفض معدلات الفائدة إلى النطاق السلبي. وسجل مؤشر نيكي مكاسب قريبا من 2%. لكن المؤشرات الأوروبية تراجعت مساء على خلفية بيانات تتعلق بأنشطة المصانع الصينية وتراجع في أسعار النفط لتنهي على خسائر. أما المؤشرات الأمريكية فتجاهلت كلا العاملين وكان أداؤها مختلطا في أول يوم تداول لشهر فبراير/ شباط. وانطلقت تداولات الثلاثاء في آسيا على تراجع لافت تحت ضغوط أسعار الخام التي كبدت شركات الطاقة خسائر مع استمرار تراجع أسعار الخام والأداء السلبي للأسهم الأمريكية مساء الإثنين. وانسحب التراجع على المؤشرات الأوروبية أيضا حيث تراجع مؤشر يوروستوكس 600 بنسبة 1.8%. ولم يكن وضع المؤشرات الأمريكية أفضل حيث فاقمت نتائج بعض الشركات المخيبة للآمال من ضغوط قطاع الطاقة على الأسهم لينهي مؤشر ناسداك عند أدنى مستوى له منذ أسبوعين فاقداً حوالي 2%. وسرت عدوى وول ستريت صباح الأربعاء إلى آسيا التي سجل مؤشر نيكي فيها خسائر قياسية ليوم واحد تجاوزت 3.36% كما تراجع المؤشر الأسترالي بحدود 2.3%. وتراجع أداء المؤشرات الأوروبية وسط هذه الأجواء التشاؤمية التي زاد منها ضعف نتائج بعض الشركات. إلا أن ارتفاع أسعار النفط مساء منح الأسهم الأمريكية فرصة لتعويض خسائرها وتنهي على مكاسب بدفع من سعر برميل برنت الذي حقق 8% في ذلك اليوم واكتسب مناعة ضد تقرير مخزونات النفط الأمريكية الذي كشف عن زيادة بحدود 7.8 مليون برميل. وساعد أداء وول ستريت الأربعاء الأسهم الآسيوية على التقاط أنفاسها يوم الخميس وتعويض بعض خسائرها الأسبوعية حيث سجل مؤشر شنغهاي ارتفاعا بنسبة 1.48 % ومؤشر شنزين 2%. لكن الأسهم الأوروبية لم تنجح في تحقيق المكاسب وأنهت على لا شيء. وأفلتت الأسهم الآسيوية الجمعة من موجة تراجع عالمية تسببت بها أسهم قطاع التقنية الأمريكية التي شهدت موجة بيع عارمة على خلفية ضعف نتائج شركات بارزة في القطاع والشكوك التي ساورت المستثمرين حول قدرة الاحتياطي الفيدرالي على المضي في رفع أسعار الفائدة بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال. وقد تراجع الدولار بشكل لافت بعد صدور التقرير فاقدا حوالي 3.2% مقابل سلة العملات الرئيسية. وانتهى الأسبوع على خسائر كبيرة لمعظم المؤشرات الرئيسية العالمية لم يفلت منها سوى مؤشر شنغهاي الذي أنهى عند 2763.59 نقطة بمكاسب لم تبلغ واحداً بالمئة بل بقيت عند0.95%. أما قائمة الخاسرين فقد تصدرها مؤشر ناسداك الذي فقد 5.44% منهيا عند 4363.14 تلاه مؤشر داكس الألماني بخسائر بنسبة 5.22% لينهي أسبوعه عند 9286.23 نقطة. وتسبب تقرير الوظائف في تضاؤل مستوى الرهانات على خطوة الاحتياطي الفيدرالي لرفع اسعار الفائدة في مارس/آذار ما أطلق موجة بيع للدولار الذي رغم استفادته من تقرير الوظائف وتعويضه نسبة 0.7% من قيمته يوم الجمعة مقابل سلة العملات الرئيسية، تكبد خسائر أسبوعية بلغت 2.4% تعد الأعلى على أساس يومي منذ عام 2009. تراجع السندات شهدت السندات تراجعا لافتا نهاية الأسبوع على وقع الهبوط الذي سجله الدولار وتراجع احتمالات رفع أسعار الفائدة. وقد عكست سندات الخزانة الأمريكية فئة السنتين ذلك القلق من خلال مكاسبها التي بلغت 3 نقاط يوم الجمعة لكنها لم ترفع العائد عليها إلى الحد الذي ينقذها من الخسائر الأسبوعية متكبدة 3 نقاط ليستقر العائد عليها عند 0.74%. واستفاد الذهب من تقلبات الأسواق ليسجل أعلى سعر للأونصة عند 1161 دولاراً منذ أكتوبر/ تشرين الأول منتصف الأسبوع قبل أن يتراجع إلى 1157 دولاراً ويستقر عنده بنهاية الأسبوع ما يعني أن مكاسب الأونصة الأسبوعية بلغت 40 دولاراً. وتقلبت أسعار النفط على مدار أيام التداول الخمسة تبعاً لما تردد من شائعات حول احتمال اجتماع طارئ لمنظمة أوبك بدعوة من فنزويلا للاتفاق على خفض الإنتاج، وعلى وقع البيانات الاقتصادية في غير مكان في العالم والتي أثارت المزيد من التشاؤم حول حجم الطلب العالمي. وجاء تقرير المخزونات الأمريكية مساء الأربعاء ليزيد من الضغوط التي تتعرض لها أسعار الخام حيث أنهى برميل غرب تكساس على خسائر بنسبة 8% على مدار الأسبوع مستقراً عند 31 دولاراً في حين استقر سعر برنت عند 34.06 دولار.

مشاركة :