قطر تُسوق لـ'مرشح التسوية' لإنهاء الشغور في لبنان

  • 4/4/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - تعتبر قطر واحدة من القوى التي كثفت تحركها في لبنان من أجل ترسيخ دورها كعراب للتسويات وهي التي قادت في العام 2008 جهود إنهاء الشغور الرئاسي بدفعها بمرشح التسوية حينها قائد الجيش العماد ميشال سليمان، بينما يبدو أنها تعمل حاليا وسط حراك دبلوماسي دولي، على استنساخ نفس التجربة لإنهاء الشغور. ويستكمل وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبدالعزيز الخليفي اليوم الثلاثاء مباحثات في لبنان مع عدد من قادة القوى السياسية بعد لقاءات عقدها أمس الاثنين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب والبطريرك الماروني بشارة الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان إلى جانب مسؤولين في بعض الأحزاب منها بينها حزب الله. وجاءت زيارته للبنان على وقع حراك دبلوماسي تقوده فرنسا ويستهدف تعبيد طريق إقليمي دولي يتيح في النهاية تمرير تسوية طرحتها باريس لحل عقدة الرئاسة، بينما يعتقد أن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية ربما يحمل معه مقترحات أو مبادرات للتسوية، خاصة أن الدوحة تريد تكريس دورها كوسيط ولا تريد أن تجد نفسها على الهامش. وقطر التي خرجت لتوها من أزمة دبلوماسية مع جيرانها الخليجيين إلى جانب مصر تعمل على ما يبدو على إعادة ترتيب الوضع بما يعزز حضورها الإقليمي والدولي وهي التي قدمت نفسها مرارا وسيطا لحل أزمات إقليمية مستعصية. وبحسب تقارير إعلامية لبنانية، تردد أن عبدالعزيز الخليفي حاول وبشكل غير مباشر، تسويق اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون مرشحا للتسوية والتوافق، فيما ذكرت صحيفة 'الأخبار' المحلية أن زيارة وزبر الدولة القطري هي "جس نبض القوى السياسية حيال ترشيح عون. وكانت قطر قد دعت قبل أشهر قائد الجيش اللبناني الذي يُصار إليه كمرشح للتسوية عادة عندما تصل الكتل النيابية إلى طريق مسدود، إلى الدوحة وناقشت معه ترشيحه للمنصب لإنهاء الشغور الرئاسي، وفق وسائل إعلام لبنانية. كما أجرى مسؤولون قطريون مباحثات مع زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل الطامح أيضا للمنصب وحاولوا إقناعه بضرورة ترشيح جوزيف عون. لكن الصحيفة اللبنانية أشارت أيضا نقلا عن مصادر سياسية أن "الخليفي لم يدخل في لعبة الأسماء، لكن كان واضحا من خلال كلامه مع من التقاهم أنه يجري جولة استطلاع، استعدادا لحجز دور قطري ما لم تتضّح صورته بعد خاصّة أن قطر تتصدّر قائمة الجهات الداعمة للبنان من خلال تقديم مساعدات في غالبية المجالات لا سيما الطبية، إلى جانب المساعدات المالية والعسكرية المقدمة للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى". وحسب نفس المصادر لم يحاول وزير الدولة القطري استبعاد اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الشيعي (حزب الله وأمل) من سباق الرئاسة، فيما اعتبرت 'الأخبار' أن "قطر لا تملك مشروعا رئاسيا مستقلا عن السعودية"، مضيفة أن "كل كلامه يبقى ضمن الكادر السعودي والكلام الدبلوماسي الذي قاله الممثل القطري في باريس خلال الاجتماع الخماسي". واعتبرت في المقابل أن قطر "تملك قدرة على التحرك بهامش أكبر باعتبار أن لديها مساحة حركة أوسع مع الأطراف المؤثرين خارجيا وداخليا".    وذكرت المصادر ذاتها أن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أكد خلال لقائه برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبالمفتي، على أن موقف قطر يتوافق مع موقف السعودية. ولا تبدو قطر متحمسة لسليمان فرنجية في موقف يتطابق مع الموقف السعودي على اعتبار أنه مرشح الثنائي الشيعي، بينما يركز لقاء باريس الخماسي على مرشح مقبول من جميع القوى وليس محل خلاف.

مشاركة :