أقام اتحاد كتّاب مصر أمسية شعرية ،ولقاء فكرياً مع الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بحضور عدد كبير من المثقفين والمبدعين المصريين، وتضمن اللقاء شهادات لعدد من المثقفين المصريين الذين أكدوا عمق الروابط الثقافية مع الإمارات، وتناولوا شخصية الصايغ كمبدع ملتزم بقضايا أمته. رحب د. علاء عبد الهادي - رئيس اتحاد كتاب مصر - بالصايغ قائلاً: في لقاء قريب في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب سألت الصايغ ماذا لو حكم الشعراء العالم؟ كان ذلك بمناسبة انتقال رئاسة اتحاد الكتّاب العرب من روائي إلى شاعر، ترى هل تتغير الرؤية ويتغير الفعل بما عرف عن الشعراء من تبشير بممكنات جديدة أخرى دائما ومن قدرات على مجاوزة الواقع الثقافي المتأزم؟ أضاف عبد الهادي قائلا: كنت في الحقيقة أتساءل في داخلي، هل تستطيع القيادة الجديدة أن تتجاوز معوقات الفترة الماضية، وأن تهتم أكثر بالإنجازات المتحققة، بدلاً من البيانات والمؤتمرات الشعرية والنقدية والأنشطة محدودة الفعالية والتقارير السنوية؟ الآن أقول نعم وكلي أمل في أن يكون الزميل حبيب الصايغ على وعي بذلك، وقد بدأنا هذا من الجلسة الأولى مباشرة، وأعتقد أن تعديل النظام الأساسي واللوائح التنفيذية من خلال اللجنة التي تشرفت مصر برئاستها ومعنا السودان والجزائر والأردن ولبنان، سيساعد على نحو طيب على أداء أقوى تأثيراً في المرحلة المقبلة، وذلك نظراً للضعف الموجود في عدد من مواد النظام الحالي حينها يمكن أن نسير في سياقات صحيحة، ويمكن أن يكون للاتحاد صوت قوي ومؤثر في الإعلام العربي، وفي وضع السياسات الثقافية العربية وفي حماية حرية الإبداع والمبدعين. وأشار رئيس اتحاد كتّاب مصر إلى عمق الروابط بين دولتي الإمارات ومصر، مؤكداً أن التواصل الثقافي دائم بين البلدين، وأن التعاون المشترك من أجل إنجاز خطاب ثقافي قائم على التنوير هو الهدف في المستقبل القريب. وعبر د. عبد الهادي عن تفاؤله بالفترة المقبلة في ظل رئاسة د. حبيب الصايغ لاتحاد كتّاب العرب. أما الشاعر حزين عمر - سكرتير عام اتحاد كتّاب مصر - فقال: في زيارتنا الأخيرة لبلدنا الإمارات سألني البعض عن إحساسي بعد انتقال المقر العام لاتحاد الكتّاب من مصر إلى أبوظبي، قلت: نقلت الأمانة من مصر إلى مصر، لأن الإمارات منّا، والصديق بالموقف وقت الشدة، وهذا ما تقوم به الإمارات، وأضاف حزين قائلاً: حبيب الصايغ يحمل جنسية خاصة وهي جنسية الشعر، إضافة إلى جنسيته الإماراتية. وأكد حبيب الصايغ أنه يكتب القصيدة كما تأتي، وعنده دواوين هي عبارة عن قصيدة واحدة، وعن ذلك يقول: كتبت ثلاث قصائد كل قصيدة أصبحت ديواناً، وهناك دواوين ذات قصائد قصيرة مكثفة، فالحالة الشعرية هي التي تفرض نفسها. وألقى الصايغ مجموعة من قصائده المنشورة في عدد من دواوينه خصوصاً رسم بياني لأسراب الزرافات الذي صدر عن دار الانتشار في بيروت، ومن هذه القصائد أنا والبحر ونفق والعائلة والبطريق وقصيدة حب ورسم بياني لأسراب الزرافات وأيضاً سماوات خمس وتمنيت كما ألقى قصيدة بعنوان مصر وقد تميزت هذه القصائد بمحاكاتها لتجربة الشاعر حبيب الصايغ حيث تمازجت فيها الأشكال، ودمجت ما بين الأصالة والعمق، وقد تميزت بشفافيتها العالية وانفتاحها على كل ما هو إنساني وكوني. ويقول في قصيدة البطريق: أمطريني أمطريني/ يا سنيني/ أمطريني في شروقي وغروبي/ يا غيوما ريشها الأبيض/ يرتاح على سفح نحيبي/ أمطريني أمطريني/ وامطري بي/ واشهدي موتي لأبقى خالداً/ رغم تلاشي جبهتي تحت خطاي/ واركضي في وجهي الشارد/ وأمضي كشتاء واقف بين عيوبي/ ملكاً لم يزدحم إلا على جلدي/ ولم يظلم سواي. أما الإعلامي عبد الوهاب قتاية، فأكد في شهادته على عمق الصداقة بينه وبين د. حبيب الصايغ، وأضاف قتاية قائلا: بيننا تاريخ طويل يمتد لسنوات طويلة، علاقتي به كمبدع بدأت حين سافرت للإمارات، وكنت وضعت لنفسي خطة، وهي التواصل الثقافي والفكري العربي، وفي الإمارات ساهمت على قدر ما أستطيع على هذا التواصل، حيث كان عملي في إطار محلي لخدمة الثقافة المحلية في الإمارات، ثم لخدمة الثقافة في منطقة الخليج والوطن العربي. وتحدثت الناقدة فريدة النقاش قائلة: يسعدني جداً أن أرحب بالشاعر والأديب والمثقف الكبير حبيب الصايغ في بلده مصر، وكان من حظي أن شاركت في المؤتمر الذي انتخب فيه الصايغ أميناً عاماً لاتحاد الكتّاب العرب، وأضافت فريدة قائلة: نعرف أن مسيرة هذا الاتحاد كانت بها صعوبات ،مما أفسد دوره في فترات سابقة، الآن نحن في مرحلة صعبة، نحن في أمس الحاجة ؛ لأن تلعب الثقافة الدور المنوط بها. أما د. ثريا العسيلي عضو اتحاد الكتاب المصري، فقالت في عنقي دين كبير له لأنه الإنسان الوفي للمصريين وللشعراء ولكل من تطأ قدماه أرض الإمارات من المثقفين المصريين، كان يحب عبد المنعم عواد يوسف الشاعر الراحل دائماً يتحدث عنه كأستاذ، سعدت بإبداعاته الشعرية الكثيرة، آخرها ديوان كسر في الوزن هو حبيب القصيدة، لقد استمتعت بشعره كثيراً ،كتب كثيراً عن الأماكن الكثيرة التي زارها، وتأثر بالبيئة الإماراتية، دائماً هو يتحدث عن البشر والعلاقات الإنسانية في شعره، حديث عن البلدان التي زارها في العالم. القاص سعيد الكفراوي فتحدث قائلاً: الصايغ في زيارته لمصر انتقل من بلده إلى بلده، الشاعر يحول الجحيم إلى غناء، حبيب الصايغ شاعر عرفناه منذ البداية، عندما تفتح وعيه مع جيل السبعينات حول شعر الحداثة، ظهرت تجربته في 11 ديواناً عبر رؤى مختلفة ،صاحب رؤية وصاحب عالم شعري، هو شاعر انفتح بوعيه الشعري على سؤال الحياة والموت وعن المكان والصحراء، عن الخلاء واستخدم ما هو صوفي في القصائد إلى عوالم تكاد تكون أسطورية، هو واحد من الشعراء العرب الذين إن لم يضعوا اسمهم على القصائد سنعرف أنها قصائده. الشاعر أحمد مبارك قال: هناك إحساس عميق بالوحدة العربية، ضرب لنا مثلا في العطاء والتواصل. وتحدث الناقد د. حسام عقل عن السمات الشعرية في تجربة د. الصايغ مؤكداً أن هناك عدة سمات منها البعد المعرفي، وكثافة الجمل وقوة اللغة، وتعدد دلالتها وانفتاحه على أجواء متعددة من الكتابة، وتنوع أدائه الشعري ما بين التفعيلي والعمودي والنثري، وهذا يعطي القصيدة مرونة تتميز بها.
مشاركة :