أحيا الفلسطينيون اليوم (الاثنين) ذكرى "يوم الأسير" الفلسطيني بفعاليات تضامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدين أن قضية الأسرى حاضرة باستمرار لحين إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية. ويأتي إحياء الذكرى تنفيذا لإقرار المجلس الوطني الفلسطيني في 17 إبريل عام 1974 وخلال دورته الـ12 التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، يوما وطنيا للأسرى عرف بيوم الأسير الفلسطيني. وجرى إقامة وقفات في مراكز المدن بالضفة الغربية وقبالة مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدعوة من مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى، رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها شعارات تضامنية مع الأسرى. وأكد نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول في كلمة خلال وقفة وسط مدينة رام الله ضرورة تسليط الضوء على قضية الأسرى ومعاناتهم ونضالاتهم، مشددا على أن القيادة تبذل كافة الجهود للعمل على إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية. بدوره اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن الأسرى يشكلون "نموذجا للصمود والتحدي أمام ما يقوم به الاحتلال في محاولة لكسر إرادتهم، من خلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد والعزل". من جهته اتهم رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، إدارة السجون الإسرائيلية بتجاوز كافة القوانين الدولية بحق الأسرى الفلسطينيين من خلال ممارسة "التعذيب النفسي والجسدي" بحقهم في ظل صمت دولي. وأشار شومان في كلمة في ذات الوقفة إلى "وفاة 236 معتقلا داخل السجون منذ عام 1967، من بينهم 12 نتيجة الإهمال المتعمد بحقهم، ولا تزال جثامينهم محتجزة، بالإضافة إلى آخرين توفوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون". وفي الصدد أقامت وزارة التربية والتعليم فعاليات لإحياء الذكرى في مدارسها بهدف ما وصفته في بيان لها إبقاء "جذوة الوعي الوطني متقدة في قلوب الطلبة وتسليط الضوء على معاناة الأسرى خاصة الأطفال". كما فتحت هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطينية موجة مفتوحة لاستضافة الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم مؤخرا من السجون الإسرائيلية بعد قضاء أعوام عديدة فيها، وكذلك استقبال اتصالات من ذوي الأسرى للتضامن مع أبنائهم. إلى ذلك قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان مقتضب بالمناسبة إن "الأسرى هم ضمير الحركة الوطنية الفلسطينية وكل يوم هو يوم للأسرى الذين يقبعون بسجون الاحتلال دفاعا عن قضيتنا العادلة، وحق شعبنا في الحرية والاستقلال". واعتبر المجلس الوطني الفلسطيني أن قضية الأسرى على رأس أولويات القيادة الفلسطينية التي "لن تدخر جهدا أو وسيلة، ولن يهدأ بال حتى تبييض السجون الإسرائيلية من آخر أسرانا مهما بلغت التضحيات والضغوطات". وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل رضوان إن المقاومة الفلسطينية تضع قضية الأسرى على سلم أولوياتها، مشيرا إلى أن ما لدى المقاومة من إمكانيات قادر على "إرغام الاحتلال الإسرائيلية للاستجابة لمطالبها بصفقة تبادل تحرر فيها الأسرى". وبحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية، تعتقل إسرائيل حاليا نحو 4900 أسير فلسطيني من بينهم 31 أسيرة و160 طفلا وقرابة 1000 معتقل إداري و700 أسير مريض بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة.
مشاركة :