حذر «ائتلاف دولة القانون» الحكومة العراقية من الرضوخ لضغوط داخلية وخارجية هدفها تحجيم «الحشد الشعبي» لإبعاده من صفوف القوى التي تحارب «داعش»، فيما جدد ائتلاف «متحدون للإصلاح» بزعامة نائب رئيس الجمهورية السابق أسامة النجيفي رفضه «مشاركة الفصائل الشيعية» في معركة تحرير الموصل «للحيولة دون حرب طائفية» (للمزيد). وفيما أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في ميونيخ أمس، حيث يشارك في مؤتمر أمني، أن القوات العراقية استعادت نصف الأراضي التي يسيطر عليها «داعش»، وتعهّد أن «يكون العام الحالي عام التنظيم الأخير في العراق»، نقلت وكالة «رويترز» عن عضو في مجلس محافظة صلاح الدين، أن ثلاثة عناصر من الحرس الجمهوري «خُطِفوا قرب حاجز لإحدى الميليشيات شمال طوز خورماتو»، وقُتِل أربعة أشخاص في المنطقة ذاتها. وكان عناصر الحرس في سيارة خاصة في طريقهم إلى بغداد. وأكدت النائب عن «ائتلاف دولة القانون» الذي ينتمي إليه العبادي، عالية نصيف لـ «الحياة» وجود «ضغوط داخلية وخارجية لمنع قوات الحشد الشعبي من المشاركة في عمليات التحرير التي تخوضها قوات الأمن ضد داعش، لا سيما في الموصل، وهذه الضغوط تسعى إلى تنفيذ أجندات خارجية وإقليمية، تريد فرض رؤيتها من خلال ترويج أن فصائل الحشد الشعبي قوات شيعية، لا يمكن إشراكها في معادلة القوى التي تحارب داعش في المناطق السنّية، على رغم ترحيب العشائر في محافظة الأنبار وصلاح الدين بمشاركتها». وكان الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري أعلن أن قوات «الحشد الشعبي» ستشترك في تحرير الموصل «رغم أنف المعترضين، ولن ينحصر دورها في نطاق جغرافي معين». وشدد على «عدم قدرة أي جهة عربية أو أجنبية على منع عناصر الحشد من دخول الموصل». وأكد الناطق باسم «هيئة الحشد» كريم النوري لـ «الحياة» أن أميركا «أعلنت معارضتها مشاركتنا في معركة الموصل المقرر انطلاقها قريباً». إلى ذلك، توقّع النجيفي بدء عمليات تحرير الموصل «في النصف الأول من هذه السنة». ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عنه قوله: «لا نستطيع أن نحدد توقيتها (العمليات)، لأن ذلك يعتمد على عوامل، واتفاق القوى المشاركة على الخطة والتوقيت وحجم المشاركة». وأوضح أن «الجهات المرشحة للمشاركة في عملية التحرير هي التحالف الدولي، والبيشمركة، والحشد الوطني، والجيش العراقي، وقوات مكافحة الإرهاب وهناك بعض الأطراف تريد إشراك الحشد الشعبي». وشدد على أن اتئلافه «يرفض تماماً مشاركة الحشد لأن ذلك سيزيد عمق المشكلة، ويعقّد المعركة وسيستغل داعش الأمر كي يحشد لحرب طائفية». ودعا إلى «مشاركة كل قوات التحالف الدولي، بما فيها القوات التركية في عمليات التحرير لأن هناك تأثيراً إيرانياً - روسياً في القرار العراقي، وضغوطاً لإبعاد أنقرة عن دورها الطبيعي في الحرب على الإرهاب».
مشاركة :