اعترفت وزيرة الخزانة الأمريكية أن العقوبات الاقتصادية (على روسيا أساساً) تشكل خطراً على «هيمنة الدولار» مؤكدة أن هناك مخاطرة مرتبطة بدور الدولار عند استخدامنا العقوبات المالية التي تقوض – على المدى الطويل – هيمنة الدولار، لأن ذلك يخلق إرادة لدى روسيا والصين وإيران لإيجاد بديل عن الدولار!!. ورغم أن الوزيرة الأمريكية حاولت الطمأنة على مستقبل الدولار كعملة عالمية، وصعوبة أن تحل محلها عملة أخرى، إلا أن التوجه العالمى لاستخدام العملات المحلية يزداد، والموقف لا يتعلق فقط بالصين وروسيا.. حتى الرئيس الفرنسى ماكرون أشار إلى ضرورة تخفيف الاعتماد على الدولار فى المعاملات التجارية الأوروبية. اتفاق البرازيل والصين التخلي عن الدولار وفي خطوة جديدة نحو التخلي عن الدولار الأمريكي، أعلنت البرازيل والصين الأسبوع الماضي أنهما اتفقتا على استخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري فيما بينهما، بدلًا من استخدام الدولار..وجاء الاتفاق خلال منتدى أعمال صيني برازيلي رفيع المستوى عقد الأربعاء الماضي في بكين.. يلعب طرفا الاتفاق ( البرازيل والصين) أدوارًا مهمة في شكل السوق العالمي، فالصين هي صاحبة ثاني أقوى اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، فيما تعتبر البرازيل أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، ويعدّ هذا الاتفاق هو الأول من نوعه الذي تعقده الصين مع إحدى دول أمريكا اللاتينية، لا سيما وأن بكين هي الشريك التجاري الأكبر للبرازيل، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 150 مليار دولار العام الماضي. اتفاق السعودية والصين.. التعامل بالعملة المحلية وسبق ان وقعت السعودية اتفاقا مع الصين، تتم بموجبه التعاملات التجارية بين البلدين بـ «اليوان» الصيني و«الريال» السعودي..واعتبر مراقبون وخبراء اقتصاديون سعوديون أن هذا الاتفاق يوجه «ضربة قاسمة» للدولار ، وذلك لأن تأسيس نظام لأسعار الصرف المباشرة بين عملتي اليوان الصيني والريال السعودي سيتيح لبكين شراء النفط السعودي بعملتها مستقبلا ما سيلحق الضرر بالدولار. وتعد الصين أكبر مستورد للنفط السعودي في العالم، بما يتجاوز 1.1 مليون برميل يوميا، بنسبة تقترب من 15% من صادرات النفط السعودية للعالم إجمالا..وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، تعد الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، بحجم تبادل تجاري 49.2 مليار دولار، تشكل تقريبا 13% من العلاقات التجارية بين السعودية ودول العالم. توجه التخلي عن الدولار واتفاق التخلي عن الدولار الأمريكي، يعدّ خطوة جديدة تضاف لسلسلة من الاتفاقيات السابقة نحو التعامل بالعملات المحلية بدلًا من العملة الأمريكية، حيث بدأت التعاملات المالية الجديدة باعتماد العملات المحلية في التبادلات التجارية بين الدول ، وهي ظاهرة غير مسبوقة.. فيما تستمر الصين بضم المزيد من الدول إلى دائرة البلدان المتعاملة باليوان والعملات المحلية في التجارة الخارجية. وفي مصر، أبدي خبراء الاقتصاد والمتخصصون رضاهم التام عن بادرة إقرار المعاملة بالعملة المحلية «الجنيه المصري» فيما يخص تعامل التوكيلات الملاحية مع شركات تداول الحاويات وإيقاف التعامل بالدولا… بينما يتم التنسيق مع تركيا لاعتماد العملات المحلية ( الجنيه المصري، والليرة التركية) في التعاملات بين البلدين هيمنة الدولار فى خطر!! وعلى صعيد متصل، رسم الخبير الأمريكي نورييل روبيني مستقبلا قاتما للاقتصاد الأمريكي، محذرا من دخوله في حالة من الركود..وأكد روبيني، أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك، الذي توقع أزمة عام 2008، بأن النظام المصرفي الأمريكي يواجه تحديا خطيرا ويتجه نحو الانهيار. ويشير تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، إلى أن هناك احتمالات لتوقف الدولار عن كونه عملة احتياطية عالمية، وانحداره الكارثي أصبح وشيكا، وأمريكا ستواجه أزمة غير مسبوقة إذا انخفضت هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وبينما يرى خبراء، أن اعتماد الدول على عملاتها المحلية يعزز من اقتصادها ويساعدها على تخفيف كلف التبادل التجاري بين الدول، لكن في ذات الوقت الوصول لهذه المرحلة من التخلي عن الدولار يحتاج إلى إجراءات وسياسات تتطلب وقتًا طويلًا.
مشاركة :