حدد الله عز وجل للمسلمين الألفاظ المُجازة في حياتهم، وكذلك في حضارتهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ).. من هذا المنطلق فإن المفاهيم الخاصة بالحضارة الإسلامية ثابتة ومحددة.. وبالتأكيد -رغم ثبات هذه الحضارة الإسلامية- فهي قابلة للتطوُّر عن طريق الفكر، وحسب الظروف، وكذلك حسب الحاجات الخاصة بالزمان والمكان، ولكن لابد أن تكون مفاهيم هذا التطوُّر ثابتة، وترتبط بتاريخ الحضارة، ومفاهيم الفلاسفة، وطرح العلماء ونظريات المنظِّرين مهما كانت راقية وواقعية لن تنجح إذا بعدنا عن مفاهيم هذه الحضارة. ***** تحقيق القيمة الإنسانية للفرد لا تكون إلا بالعودة إلى الحق وإلى النور.. والله نور السماوات والأرض.. ومهما طلبنا التقدم وحاولنا التذاكي في طلبه، فلن يجدي ذلك فتيلاً.. فالله سبحانه وتعالى لن يُعطينا هذا النجاح طالما نحن قد بعدنا عن الحق والنور.. فشهوة القتل وحيوانية الانتقام لم تكن في يومٍ من الأيام حضارة ولا مدنية.. وهي عنصر من عناصر هدم المجتمعات على مر التاريخ. ***** أين نحن من قوله تعالى: (وَإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)، أين نحن من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ)، أين نحن من قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)، أين نحن من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ). ***** الإصرار على الخطأ، والشعور بضرورة أن تأخذنا العزة بالإثم؛ على أن لا نتراجع عنه، مشكلة كبرى، والتهاون يكون عبر الالتفات إلى الأمور غير الضرورية، فالعجلة تقتل دون التحقق. ***** الانتحار ظاهرة أقضَّت مضاجع الغرب؛ بين يأسٍ من الحياة، ويأسٍ من الشفاء، ويأسٍ من التغيير، والانتحار كُفر بنعم الله، وتختلف موازين البشرية العمياء وخاصة في الغرب لتتحوَّل من: لا تيأسوا من رحمة الله، إلى قتل الرحمة. ***** في المرآة فقط، ترى الوجه سليماً، والحال في أحسن أوقاته وحالاته.. بل إن الصورة تخدعك لدرجة إحساسك بنوعٍ من الكمال.. وهكذا نُجمِّل النفس بالنفس. maghrabiaa@ngha.med.sa
مشاركة :