تناقلت بعض أروقة الحديث ما جرى قبل فترة، وهو مقطع مصور تم تداوله حول إنزال مجموعة من الطالبات من الحافلة في محافظة الطائف.. وقبل أن ندخل في تفاصيل الحديث ما زلت أقول: إن الله شرَّف هذا الوطن كونه حاضنًا للحرمين الشريفين أشرف بقاع الأرض ومهوى أفئدة المسلمين. وجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستشعر هذه المسؤولية ليقف صفًا واحدًا مع هذه المنظومة ليكتمل العقد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة ربانية أثنى الله تعالى فيها على هذه الأمة لتطبيقها في قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، وما زلت أقول بأن هذا الجهاز مطلب ضروري في ظل مبادئ الشريعة التي قامت على أسسها المملكة منذ نشأتها الأولى ونستلهم أهميتها والدور الذي تؤديه في المجتمع.. والدكتور عبداللطيف آل الشيخ من خيرة من تسنّم هذا الكرسي، يعمل بكل شفافية ووضوح، بل جعل رابطًا بين السائل والمسؤول، وقاد هذا الجهاز بكل شجاعة على الحق. وأي خطأ فردي في هذا الجهاز لا يمثل الهيئة ومنسوبيها فلا نخلط الأوراق، وهذه التكتلات على هذا الجهاز عندما يقع خطأ وتشويه الصورة لا تفيد.. لذا سأعود إلى الحادثة وأنوه بأن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أعلنت في بيانها نقل الأعضاء المتورطين في قضية إنزال طالبات الطائف من الحافلة.. وانتهى الأمر.. فلماذا نُعمِّم هذا الخطأ على جميع منسوبي الهيئة ونحاول تشويه عمل هذا الجهاز رغم ما يقوم به من أعمال؟!.. فكما تم نقل هؤلاء الأعضاء المتورطين.. يكرم رئيس الجهاز سليمان المالكي وكيل مركز هيئة الداير ومحمد الحريصي اللذين ساهما في إنقاذ امرأة وطفليها من حادث الحريق الذي وقع لهم. وتأتي الهيئة وتقول: انطلاقًا من حرص الرئاسة على إحقاق الحق وإعطاء كل ذي حق حقه، إبراء للذمة، وامتثالًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد فإن الرئاسة العامة لا تقبل بأي حال من الأحوال الاعتداء على أي مواطن أو مقيم قد كفل لهم الشرع والنظام حقوقهم ومنع التعدي عليها، والرئاسة تعتذر للطالبات وأولياء أمورهن عما بدر تجاههن من فرقة الهيئة، معتبرة ذلك تصرفًا فرديًا يعبر عمن بدر منهم ويتحملون تبعته لمخالفته الأنظمة والتعليمات ولا يمثلون الرئاسة ولا منسوبيها الذين يبذلون جهودًا كبيرة ليلًا ونهارًا لخدمة الوطن والمواطن.. جريدة الرياض، الخميس، 3 ربيع أول 1436هـ. أخيرًا.. رجال الهيئة لا يعملون في الخفاء، وهم بشر، يخطئون ويصيبون، ولكن من أخطأ منهم وخالف النظام فهو تصرف فردي لا يمثل الهيئة. maghrabiaa@ngha.med.sa