في رمضان الماضي شاهدت العديد من لقاءات لفنانين ومخرجين عراقيين، ذكر اغلبهم أن هناك أزمة كاتب، أي عدم وجود كتّاب للدراما او وجود نص يمكنه ان يرتقي بأعمال الدراما العراقية. والغريب أني شاهدت احد نجوم الدراما العراقية وهو اكاديمي ومن نجوم الصف الاول يذكر أنهم استعانوا بكاتب سوري ومرة مصري لكتابة عمل ما. الحقيقة هي ليس لدينا أزمة كاتب بقدر ما لدينا أزمة قارئ. وبنظرة مبسطة وسريعة لأغلب المخرجين العراقيين والممثلين من خلال لقاءاتهم ترى اغلبهم لم يفتح كتابا. وهنا السؤال؟ هل قرأ عزيزي المخرج أعمال عبدالخالق الركابي مثلاً او فؤاد التكرلي او غائب طعمة فرمان وغيرهم فالقائمة تطول؟ نجاح السينما المصرية بني على أعمال يوسف السباعي ونجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وغيرهم من الأدباء، لأن المخرج كان يقرأ والفنان كان يقرأ أيضاً. رائعة "صراع العروش"، هذا المسلسل الذي يعتبر من أهم المسلسلات في تاريخ العالم، قام باخراجه مخرجان، يروي أحدهما أنه قرأ الجزء الاول والثاني من السلسلة فبعثها لصديقه وقرأها بدوره وقاما باخراج هذا العمل العظيم. كان الأجدر بصناع الدراما الاطلاع ولو بشيء يسير على أعمال الأدباء والكتاب الذين سبقونا بالتجربة ليعلموا أن ما كتبه أساتذتنا، سيقلب تاريخ الدراما لا يغيرها فقط، هذا اذا قرأ الفنان والمخرج.
مشاركة :