اقتحام المستوطنين للأقصى يعود بقوّة مع احتفال إسرائيل بذكرى 'التأسيس'

  • 4/26/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين اليوم الأربعاء المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية تحت حراسة مشددة من الشرطة، فيما حثّت جماعات استيطانية على تنفيذ اقتحامات واسعة بمناسبة الاحتفالات بذكرى تأسيس الدولة العبرية، في تصعيد جديد ينذر بتطوّر الأوضاع نحو الأسوأ. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان مقتضب إن "400 متطرف اقتحموا المسجد الأقصى اليوم"، في حين ذكر شهود عيان أن الشرطة الإسرائيلية رافقت المستوطنين وسمحت لهم باقتحام المسجد على شكل مجموعات من باب المغاربة عند الجدار الغربي للمسجد. وتأتي اقتحامات اليوم مع احتفال إسرائيل بذكرى ما يسمى "يوم الاستقلال" ويؤرخ لذكرى تأسيس الدولة على الأرض العربية عام 1948 وهو ما يطلق عليه الفلسطينيون "يوم النكبة" ويوافق وفق التقويم العبري هذا العام يوم 26 أبريل/نيسان. ويتوقع أن يقوم المزيد من المستوطنين باقتحامات للمسجد، حيث دعت جماعات استيطانية إسرائيلية لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى. وقال شهود عيان إنه تم تسجيل محاولات من قبل مستوطنين لرفع العلم الإسرائيلي في باحات المسجد خلال الاقتحامات. وتم توثيق حالتين قام خلالهما مستوطنون برفع العلم الإسرائيلي قبل أن تصادره الشرطة الإسرائيلية وتقتاد المستوطنين إلى خارج المسجد، كما حاول مستوطنون أداء طقوس تلمودية خلال الاقتحامات، وفق الشهود. وخلال فترة الاقتحامات، انتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية في محيط مصلى باب الرحمة، في الناحية الشرقية للمسجد. وفي عام 2003، سمحت الحكومة الإسرائيلية أحاديًا لمتطرفين إسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى من خلال "باب المغاربة" في الجدار الغربي للمسجد. ومنذ ذلك الحين عارضت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هذه الاقتحامات وطالبت بوقفها، لكن دون استجابة من قبل الحكومة الإسرائيلية. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أوقفت اقتحامات المستوطنين للمسجد خلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر، في مسعى لخفض التوتر بالمنطقة. وتشهد مناطق عديدة بالضفة الغربية والقدس منذ أيام إجراءات عسكرية مشددة وحملات اعتقال واسعة، كما تنفذ مجموعات من المستوطنين اعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم. واخترقت عملية دهس فلسطينية نفّذت مطلع الأسبوع الجاري بالقدس وأسفرت عن خمسة مصابين هدوءا نسبيا بالمنطقة، كما قامت مجموعة من أفراد الشرطة الإسرائيلية في نفس اليوم باقتحام مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك. وحذرت فلسطين اليوم الأربعاء من أن الإجراءات الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى و"سياسة العقاب الجماعية" تجرّ المنطقة إلى "مربع العنف والتوتر"، وفق تصريحات للناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا" وأخرى لرئيس الوزراء محمد اشتية بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء بمدينة رام الله. وقال أبوردينة إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجر المنطقة إلى مربع العنف والتصعيد والتوتر وعدم الاستقرار". ورأى أن "قيام مستوطنين متطرفين باقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال في باحاته وتكرار اقتحام شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة وتخريب تمديدات الكهرباء داخله يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تبحث عن سبل تفجير الأوضاع". وحمّل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية السياسات الخطيرة الساعية لتدمير أي جهد إقليمي أو دولي يبذل لتوفير الاستقرار ومنع تدهور الأوضاع". ووصف الاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى بأنها "لعب بالنار" مضيفا أن "المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى"، معتبرا "الحصار الذي تتعرّض له المدن الفلسطينية في الضفة واستمرار اقتحام المدن والقرى والمخيمات بمثابة عقاب جماعي للشعب الفلسطيني". ودعا الإدارة الأميركية إلى "التدخل الفوري لوقف هذه الممارسات الخطرة،والضغط على إسرائيل لوقف كافة إجراءاتها أحادية الجانب". وفي سياق متصل اخترقت مجموعة قراصنة إلكترونية (هاكرز) اليوم الأربعاء مواقع إلكترونية حكومية في إسرائيل من بينها سلطة الموانئ وميناء حيفا وجهاز الأمن العام "الشاباك" وفق بيان نشرته المجموعة التي تطلق على نفسها "أنونيموس سودان"، عبر حسابها على منصة تليغرام. وقالت المجموعة إنها هاجمت عددًا من المواقع، مضيفة أنها "نريد أكبر المواقع في إسرائيل". وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في موقعها الإلكتروني حدوث الاختراق وقالت "الحديث هو عن هجمات رفض الخدمة (DDoS) والتي تتسبب في تعطل الخوادم ولكنها لا تسمح بسرقة المعلومات".

مشاركة :