بعد أسبوع حافل بالتقلبات في الأسواق المالية العالمية، لا يزال المستثمرون متخوفين مما ستؤول إليه الأوضاع في وول ستريت، علاوة على أنهم سيكونون أكثر حذراً، نتيجة للتقلبات الكبيرة التي شهدتها البورصات الأمريكية خصوصاً الأسبوع الماضي. وشهدت أسواق الأسهم الأمريكية والبورصات موجات بيع سلبية للأسهم في ظل المخاوف المرتبطة بالتوقعات السالبة للأسواق المالية خلال الفترة الماضية. وسيشهد أيضا الأسبوع الجاري الإعلان عن أرباح وعائدات بعض الشركات العملاقة مثل وول مارت، كما سيلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابولس خطاباً مهماً من المتوقع أن يتم فيه الإعلان عن بعض المفاجآت. وفي أوروبا سيلقي رئيس البنك المركزي الأوروبي خطاباً أمام البرلمان الأوروبي عند إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الاثنين، ومن المتوقع أن يتم الإعلان أيضاً عن بيانات التضخم الصينية يوم الخميس. وسيتوجب على الأسواق المالية العالمية التعامل مع عودة أسواق الأسهم الصينية الرئيسة، والتي من المتوقع أيضاً أن تقودها إلى مزيد من الانحدار حتى تستعيد عافيتها تدريجياً. وفي الأسبوع الماضي سجل مؤشر اس آند بي 500 انخفاضاً ب0.8%، كما سجل سعر خام غربي تكساس الوسيط انخفاضاً ب 4.7% الأسبوع الماضي ليبلغ سعره 29.44 دولاراً. وبشكل عام فقد تركزت مخاوف المتداولين والمستثمرين على مشاكل الائتمان التي تحيط بالقطاعات المصرفية الأوروبية، علاوة على تبني معظم البنوك المركزية الرئيسة في العالم قرارات بتحويل الفائدة على الودائع إلى النطاق السلبي، في خطوة تبدو وكأنها الملاذ الأخير لها. وقالت جانيت يلين، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إن من المتوقع أن يدرس المصرف تبني سياسية الفائدة السلبية على الودائع النقدية، وهي الطريقة التي أثبتت نجاعتها في عدد من الدول التي طبقتها، حيث إن من المتوقع أن يعرض الاحتياطي الفيدرالي مسودة القرار أمام الكونغرس الأمريكي يومي الأربعاء والخميس. وستترقب أسواق النفط العالمية الأسبوع الجاري القرارات التي ستتبناها السعودية فيما يتعلق بخفض الإنتاج النفطي من عدمه، وذلك في الاجتماع الذي سيتم عقده بين منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك ونظرائها المنتجين من خارج المنظمة، وهو الاجتماع الذي سيترأسه الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، نائب وزير البترول والثروة المعدنية في السعودية. وفي الوقت الذي لن يتطرق فيه أعضاء أوبك إلى مسألة الإنتاج، فإن من المتوقع أن يكون الاجتماع مع الدول غير الأعضاء منصة مهمة للاستماع إلى الآراء الأخرى، والتي يمكن أن يكون تأثيرها كبيراً في الأسواق وترجيج كفة أي من الأطراف المعنية على الآخرين.
مشاركة :