مجدداً.. هل ستموت الصحافة الورقية؟! - أمجد المنيف

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من جديد، ورغم أنه لم يصبح قديما، عاد الجدل البيزنطي حول "موت الصحافة الورقية" للسطح، وبالرغم من كونه أشبع نقاشا وتفنيدا وترويجا، إلا أنه عاد بقوة خلال اليومين الماضيين، بعدما أعلنت مجموعة "إي.إس.آي ميديا" الإعلامية، التي تمتلك صحيفة "إندبندنت"، وإصدارها الأسبوعي "إندبندنت أون صنداي"؛ اعتزامها وقف الإصدار الورقي للصحيفة أواخر الشهر المقبل واستمرارها على الإنترنت فقط. في ذات الإعلان، قالت المجموعة إن "إندبندنت" التي صدرت عام 1986 ستصبح أول صحيفة قومية بريطانية تتحول إلى الصيغة الرقمية فقط، وذكرت وكالة "برس أسوسيشن" للأنباء أن صحيفة "إندبندنت أون صنداي" ستصدر رقميا فقط اعتبارا من 20 مارس المقبل، في حين ستصبح "إندبندنت" رقمية فقط يوم 26 مارس. من المهم جدا أن نقول إنه لا أحد يعي ماهية المستقبل الاتصالي، وكيفية العملية الاتصالية من إعلام وغيره، وإن كل المعطيات تظل مؤشرات؛ لكنها ليست حقائق مؤكدة، مع ضرورة عدم إهمالها، لكن لا أحد يملك الحقيقة المطلقة إطلاقا، ولا يوجد منهج واضح للعمل، فمعظمها اجتهادات ومبادرات ومجازفات، منها ما سينجح بالتأكيد، ومنها غير ذلك، والربح دوما للمخاطرين. هناك بعض الأمور، التي أرددها دائما، وأعتقد بأهميتها، وهي الملامح التي ستشكل العملية الإعلامية، من وجهة نظري بالتأكيد، وهي كالتالي: - المؤسسات الإعلامية التي تستطيع بناء أكبر قدر من المنصات؛ هي التي ستبقى وتتمدد، وستكون سباقة في الوصول إلى المنصة التي سيستقر عليها العالم.. وتحديدا وفق طلب المتلقي. - المؤسسات التقليدية، التي لا تخلق خطا مختلفا عن الأخريات، ستكون هامشية، بكل تعريفات "الهامشية"، سواء في التأثير أو الأرباح أو غيرها، لذلك سيكون للمبادرات الاستثنائية محلها من الاهتمام والتميز، وهذا هو الاستثناء، وخاصة بعدما تغيرت كثير من ملامح "الأعمال"، وأصبحت تعتمد بشكل كبير على الفكرة. - لدى المؤسسات الإعلامية المعروفة اسم تجاري شهير غالبا، يمكّنها من البناء المتوازي بسهولة، وهو ما يعرف ب"قوة العلامة التجارية"، لكن هذه القوة قد تتلاشى مستقبلا، مع زيادة التحديات وظهور عدد من الأذرع المنافسة، لذلك لا بد على هذه المؤسسات من الاستفادة منها الآن. - تمتلك المؤسسات الإعلامية المعروفة العديد من الكوادر البشرية الاحترافية، والقدرة المالية الكبيرة، والأرشيف المعرفي والمعلوماتي الضخم، وكل هذه عوامل يمكن إعادة تدويرها وتصديرها مجددا، بطرق مختلفة، وبمشروعات عديدة، في عملية أسهل من البناء الجديد، ولكن الرهان على من يؤمن بذلك. أخيرا.. هذا المقال تحديدا، الذي تقرأونه على الورق والحاسوب المكتبي والجوال و"الآيباد"، أو مهما كانت المنصة؛ هل هو مقال ورقي؟ قبل أن تجيب.. تذكّر أن المحتوى هو من يقود المستقبل! والسلام amjadalmunif@gmail.com

مشاركة :