تقول الأخبار القادمة من الغرب، إن مجموعة "نيكي" اليابانية للإعلام أقدمت على شراء الصحيفة البريطانية المشهورة "فايننشال تايمز"، بمبلغ قدره 1.18 مليار يورو (1.3 مليار دولار). حيث قررت شركة "بيرسون" المتخصصة في النشر والتعليم المالكة ل "فايننشال تايمز" منذ ما يقرب من 60 عاماً بيعها للشركة اليابانية، على الرغم من اهتمام مجموعة النشر الألمانية "أكسل سبرينغر" بالصحيفة البريطانية. تأتي هذه الأخبار متزامنة مع التقرير المنشور في ال"فايننشال تايمز"، قبل إعلان صفقتها، والذي يقول إن أكثر من 80 صحيفة محلية بريطانية تم إغلاقها أو أصبحت على الإنترنت فقط، في الأعوام الخمسة الماضية. الصحف الأكبر الباقية التي نجت، خسرت سُدس مبيعاتها في الشهور ال12 الماضية، وذلك وفقاً لمكتب تدقيق المبيعات. التقرير ذاته، قال إن المسؤولين التنفيذيين في الصناعة وعدوا بأن النمو الرقمي سيعوّض قريبا انخفاض الأرباح في الصحافة المطبوعة، حيث تُشير النتائج الأخيرة إلى أن الإعلانات المطبوعة، قد تختفي بشكل أسرع مما هو متوقع. يقول "أليكس ديجروتي"، المحلل في شركة "بيل هانت"، "تحليل يؤمن بالسوق الهابطة فعلاً من شأنه الإشارة إلى أن (المجموعات) تتحدث عن نقطة التحوّل الخاطئة". وهذا الأمر يستدعي الوقوف على بعض النقاط الهامة بنظري: أولاً: إن الصحف لا تحتاج (في المرحلة المقبلة) رئيس تحرير صحفي وحسب، وإنما صحفي و"مطور أعمال"، يعي التغيرات التقنية، ويتفاعل معها، وقادر على خلق الحلول الحديثة، أو استقطاب من يقوم بذلك، وألا يكون جامداً تقليدياً، يعتمد على المدرسة التحريرية القديمة. ثانياً: إن المنافس للمؤسسات الإعلامية لم تعد مؤسسات من ذات الحقل فقط، بل إن المنافس الأشرس هي الشركات التقنية، التي بدأت منذ سنوات في إيجاد بدائل متنوعة للمتلقي، تقوم بأدوار متعددة، أهمها سهولة وسرعة الوصول له، وهذا ما يبحث عنه الناس دوماً. ثالثا: إن "كعكة الإعلان"، وهي العنصر الأهم في هذه الصناعة، لم تعد محصورة بالمؤسسات والشركات، وفقدان المؤسسات التقليدية حصة كبيرة منها؛ لا يعني بالضرورة تعويضها في المؤسسات الحديثة أو الرقمية أو حتى التقنية، لأن الأفراد صاروا شركاء في المنافسة، وأصبحت لديهم منصاتهم المستقلة، ذات التكلفة والجهد الأقل. رابعا: إن ظروف كل بلد تختلف عن الآخر، والتي تؤثر بها عدد من العناصر أهمها الثقافة المجتمعية، ومدى الاحتياج والرغبة، وكذلك الوعي والتفاعل وغيرها، وهذا ما يعني أن التحولات في الصناعة الإعلامية قد لا تكون متشابهة، وإنما حديثة التشكل، لم تنضج بعد، ولم تتضح ملامحها النهائية. أخيراً.. ولكي نستوعب سرعة المتغيرات في الصناعة، فبحسب مركز الدراسات الأميركي Pew، وتحديداً في ملخص تقريره السنوي الأشهر عن حال وسائل الإعلام الأميركية لعام 2014، نشر المركز: انتقل "مارك سكوفس" أحد الفائزين بجائزة "البوليتزر" الشهيرة، بعد خبرة 13 عاماً في ال"وول ستريت جورنال"، ومؤسسة "بروبابليكا" للصحافة الاستقصائية، إلى الموقع المعروف تقليدياً بمواده الترفيهية، وأخباره الاجتماعية البسيطة BuzzFeed ليدير وحدة التحقيقات الصحافية في الموقع.
مشاركة :