* قضية أن تصبح الصورة قضية، وأن تتحوّل حياتنا كلها إلى صورة مُتحرِّكة، ليُصبح فرحنا صورة، وطبخنا صورة، وطعامنا صورة، وحزننا صورة، وألمنا صورة، وموتنا صورة، وكأنَّ الحياة حوّلتنا إلى عدسات تتجوّل في أرجاء الكون، لتنقل لنا كل ما يجري بتفصيل ممل، ومطاردة قاتلة ومقلقة ومزعجة جدًا، وكلكم يتذكَّر الماضي وستره، يوم كانت الصورة هي الصعب الذي يحملك من مكانك إلى البعيد، ويُكلِّفك بعض المال لتحصل عليها بهيئة معيّنة ومقاس مُحدَّد، أذكر أنني سافرتُ من فرسان إلى جازان طفلًا كان همّه حضن أمه ودموعها، وخوفها عليه وتعلّقه بها كل حياته، وكل ذلك كان من أجل التقاط صورة بمقاس خمسة في ثمانية، بهدف تقديمها لمدرسة فرسان الابتدائية، لتزين استمارة الشهادة الابتدائية، وذهبتُ ووالدي يرحمه الله معي، وتعبتُ جدًا، وعانيت كثيرًا مع البحر ودوار البحر وتعاسة البحر في الذهاب والإياب، تلك الصورة ما تزال موجودة معي، وتاريخها مطبوع في ذاكرتي المسكونة بوجع الماضي وعذاباته..!!! * اليوم لم تعد الصورة سوى حكاية تعيسة لواقعٍ يعيش أزمة مع التقنية، التي سهّلت كل شيء، وذوّبت الصعب، وغيّرت ملامح الواقع في كثير، حتى أصبحت الصورة هي خبزنا اليومي وتعبنا اليومي وقلقنا الذي نعيشه معها في كل مكان، ومن يُصدِّق أن تضحكك الصورة، وتقتلك الصورة، وتُبكيك الصورة، وتُؤذيك الصورة، حين تُنسيك نفسك، والطريق والقيادة وحقوق الآخرين الذين ربَّما يُصبحون الضحايا، أو تُصبح أنتَ الضحية، وكثير من الضحايا ذهبوا إلى اللحود أو الإعاقة والسبب الصورة، لكن أن تأتي الصورة من خلال الآخر الذي ينسى مهمّته ودوره في الحفاظ على سمعتك، وحقوقك وإنسانيتك بهدف التشهير بك، فتلك والله الفعلة التي يفترض ألا تكون أبدًا، ليبقى الإنسان وكرامته وحقوقه هي مهمة، أكبر من أن تُدمِّرها الضغينة..!!! * (خاتمة الهمزة).. الحياة ليست سوى صورة أنيقة يحترمها الإنسان العاشق للجمال فقط.. وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb h_wssl@hotmail.com
مشاركة :