أرتاح عندما يعطيني الصيدلي وصفة ومكتوب عليها ما يدل على أنها صُنعتْ في الوطن. ولست متأكدا لكنني سمعت أقوالا بأن الدواء المستورد يفقد جزءا من فاعليته أثناء النقل والتخزين والعرض في درجة حرارة أكثر مما يتحمل. أما الأدوية التي تتموّن بها المشافي الحكومية، فينطبق عليها القول وأكثر لأنها تمر بإجراءات التزويد والترسية والستلام والتسليم – وهات يا تأخير مُضجر. من ناحية أخرى أقول إن شركات صناعة الدواء في بلادنا تنتج دواء.. وألف نعم. لكن أبحاث ذاك الدواء وحقوق تصنيعه جرتا في مكان آخر من الكرة الأرضية. قصدي القول إننا لا نتوقع من الغرب أن يبحث - نيابة عنا - في أمراض تستوطن مناطقنا، ولا يوجد لها أثر في مناطقهم. فمراكز البحوث في الغرب تبيع بحوثها إلى مصانعهم. ونحن نقوم ب "استنساخ" الدواء. فلو - وهي حرف تمنّ - أن مصر والشام - مثلاً - بقدرتهما العلمية وكذا علماء العراق، والخليج بقدرته المالية تضافروا واشتركوا في مشروعات إقامة مراكز أبحاث تتخصص في أمراض وأوبئة تنشأ وتستوطن مناطقنا لما احتجنا إلى البحث والدوران في أزقة عواصم العلم عمن يقول لنا شيئاً عن البلهارسيا.. مثلاً.. أو الملاريا.. أو الوادي المتصدع أو كارثة الموت الغامض لأعداد من الإبل في بلادنا وهي المسرح والموئل والمقيل للجمل العربي. أبحاث الجراد - مثلاً - تهم مراكز البحوث.. والتجار أيضاً في الغرب ونراهم حرصوا على تعليمنا ومساعدتنا على طرق مكافحة العدو الطائر، لأن المحاصيل التي يتلفها يهم تجار الغرب ألا تتلف. فلو قامت - بدلاً من الأبراج المترفة - مراكز بحوث لأمكننا الحديث عن الأمن الدوائي. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :