•• بصرف النظر عن ظروف الاختلاف الناشئ بين سفارة المملكة في عمّان.. وبين عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث التي نُشرت في بعض الصحف المحلية الأسبوع الفائت، بعد تعرض الغيث لعملية سلب تحت التهديد بالسلاح لأكثر من ثلاثمئة ألف ريال سعودي.. فإن إغلاق السفارة في يومي الإجازة (الجمعة والسبت) قد ساهم في تأخير النظر في القضية وقد يؤدي إلى تعقيدات أكبر.. كما قال بذلك الدكتور الغيث. •• لكن هذا الأمر ليس هو ما دفعني إلى الكتابة لمعالي وزير الخارجية اليوم.. •• إنما الذي أردت قوله هو.. إنه وإن كان من حق العاملين في سفارات المملكة وقنصلياتها بالخارج أن يتمتعوا بإجازة نهاية الأسبوع كغيرهم من البشر.. إلا أن مبدأ إغلاق سفارة أو قنصلية بلد في أي يوم من الأيام لا يبدو سليماً ويحتاج إلى معالجة وذلك بتدوير إجازة نهاية الأسبوع بين كبار الموظفين بحيث يجد المواطن في أي بلد في الدنيا من يلجأ إليه عند الضرورة القصوى.. ليتولى هذا المسؤول المناوب متابعة الحالات التي قد تستوجب الاتصال بمن هم أعلى منه في كادر السفارة أو القنصلية.. أو بالسلطات المعنية في الدولة المضيفة.. وبالذات السلطات الأمنية.. أو الطبية.. أو الرعائية حسب طبيعة كل واقعة.. •• ذلك أن الكثير من الحوادث الطارئة قد تقع في أي وقت.. وبالتالي فإن فكرة المناوبة تصبح ضرورية.. كما أنها لا يجب أن تقتصر على أيام إجازة نهاية الأسبوع وإنما تمتد على مدى الساعة.. •• والأهم من وجود مسؤول مناوب هو سرعة الاستجابة للاتصال والتفاعل معه تبعاً لطبيعته وظروفه.. لأن مشكلة صعوبة وصول المواطن إلى مسؤول في العديد من سفاراتنا وقنصلياتنا باتت ظاهرة عامة تتطلب علاجاً جذرياً وحازماً.. •• ومهما اعترض فكرة المناوبة المستديمة في السفارات والقنصليات السعودية من عقبات فإن الضرورة القصوى تحتم توفير حل عملي لهذه الإشكالية حتى يشعر المواطن بالأمان حتى خارج بلده.. بمجرد أن يشعر أن هناك من يحميه.. أو يسمعه.. أو يتجاوب مع استغاثته.. ولا سيما في الظروف الصعبة والملحة التي قد يتعرض فيها لخطر ما.. في أي مكان من هذا العالم.. •• ولا أعتقد أن المشكلة مادية بحتة.. بحيث يتوقف حلها على توفر بند خاص للعمل خارج وقت الدوام.. وإنما هي مسألة تنظيمية بحتة لو عولجت فإنها ستضمن تواجد مسؤول بصورة دائمة على رأس شؤون المواطنين في الخارج.. •• وكم اتمنى أن يُنظر في هذا الأمر من قبل معالي الوزير وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية.. لثقتي بأنهم حريصون على معالجتها وتذليل كل الصعاب التي قد تعترض الإقدام على خطوة كهذه.. *** ضمير مستتر: •• ليس هنالك ما هو أغلى من حياة المواطن وخدمة مصالح الوطن على مدى الساعة وإن كلفنا ذلك كثيراً..