لبنان: شحّ المساعدات يحيل حياة العائلات السورية إلى جحيم

  • 2/18/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وضع مؤتمر لندن لدعم سورية والذي انعقد في العاصمة البريطانية منذ أسبوعين خطّة طريق جديدة لمساعدة النازحين السوريين الى دول الجوار السوري وخصوصا في لبنان والأردن، وقررت الدول المانحة تبديل مخطط المساعدات من العينية الى إنشاء مشاريع طويلة الأمد توفّر للنازحين فرص عمل تقيهم شرّ العوز وتساعدهم على الصمود لفترة طويلة خارج بلادهم لا سيّما مع امتداد الأزمة في سورية، وتعثر الحلول السياسية لغاية اليوم.وفي انتظار تحقق الوعود الدولية تعيش عائلات سورية بأكملها في وضع مأسوي وقد جالت "الرياض" أخيرا برفقة فريق "ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية بسفارة الإمارات العربية المتّحدة لدى لبنان" على النازحين في بلدة المرج (البقاع الغربي) معاينة عملية توزيع مساعدات من قبل "مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" بقيمة مليون ونصف مليون دولار أميركي. وإذا كان الفريق الإغاثي الإماراتي قد اعتاد على هذا العمل الإنساني الذي بدأته السفارة منذ حوالي الأعوام الأربعة وشمل المناطق اللبنانية كافّة وصولا الى بلدة عرسال بإشراف السفير الإماراتي حمد سعيد الشامسي، فإن من يزر هؤلاء النازحين للمرة الأولى يشعر بمرارة قلّ نظيرها بسبب الحاجة الماسّة لدى هؤلاء الى كلّ شيء ونظرا الى شحّ المساعدات في الآونة الأخيرة. ففي بلدة مثل المرج تعدّ بحسب رئيس بلديتها ناظم يوسف 20 ألف نسمة نزح إليها أكثر من 15 ألف سوري ( 4700 أسرة) يعيش هؤلاء في مخيمين اثنين وسط ظروف قاسية جدّا لا سيما في فصل الشتاء حيث "الشوادر" القماشية بالكاد تقاوم الرياح والبرد والمطر. مشاكل كثيرة يرويها النازحون والنازحات، وتقرأ المأساة الأكبر في وجوه ذوي الإحتياجات الخاصّة والكبار في السّن والمرضى الذين يعانون من أمراض خطرة منها شلل نصفي أو سرطان الدّم أو الضغط ولا من يعالجهم. علما بأنه لا توجد مستشفى في المرج بل في ثمة مستشفيين بعيدين نسبيا في تعنايل وشتورة. أبرز المشاكل التي يرويها هؤلاء تتعلق برفض تسجيلهم من قبل الأمم المتحدة، أو بتسجيلهم من دون أن يستفيدوا من أية مساعدات أو مبالغ مالية تقيهم شرّ الجوع والعوز.تجمهر هؤلاء بالمئات في ساحة المرج للحصول على حصص غذائية وألبسة وبطانيات ومازوت. بعض النازحين أتوا من مناطق مجاورة مثل برّ الياس وكانت الأولوية بحسب قرار رئيس البلدية للعائلات المسجلة وهي 280 عائلة، أما غير المسجّلين من خارج مخيمي المرج فاضطروا للانتظار حتى النهاية وحصلوا على حصص متبقية أو سجّلوا أسماءهم لدى الملحقية لكي يتمّ إرسال مساعدات لهم في ما بعد. أما بعض الطلبات فقد صعب على المنظمين تلبيتها ومنها مثلا تأمين منزل أو منع صاحب الملك من طردهم أو تسجيل وثائق الزواج في لبنان لدى الأمم المتحدة بغية الحصول على مساعدات منها. وفي نهاية المهمّة الأولى التي ستعقبها مهمات أخرى يخرج المرء وقد آلمه قلبه من شدّة الفاقة التي يعاينها: جوار العلي العيسى من حلب، تعيش في لبنان منذ 3 أشهر تصرّح: لدي 5 أولاد ولا أملك ثمن ربطة خبز... هدى من دير الزور لديها 7 أولاد تقول: أستدين لأطعم أولادي. علي شلال الصالح من دير الزّور يعيش في لبنان منذ سنة، يقول: نحاول أن نتسجّل في الأمم المتحدة منذ سنة لكن لا يقبلون بتسجيلنا. جاسم القانوش، يحمل وثيقة شبه ممزقة يقول: نقوم بمقابلات منذ 6 أشهر وهذه هي المرّة الأولى التي تصلنا فيها مساعدات من مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد -حفظه الله-. تحمل نورا خالد حسين وثيقة عقد زواج وتقول: تزوّجت شابا سوريا ولدي طفل رضيع وقد سجّلونا في المحكمة الروحية ولكن لم يتم الاعتراف بزواجنا ولا يعطوننا ورقة من الأمم المتحدة لنتسلّم مساعدات. رجل لديه 16 ولدا، لم تقبل الأمم المتحدة إلا بتسجيل 4 من أولاده فحسب... روايات النازحين السوريين لا تنتهي ومطالبهم الإنسانية المحقة لا تجد لها سبيلا الى الحلّ إلا في ما ندر، فالأعداد هائلة وقدرة المجتمعات المحلية محدودة لأنها هي أيضا تعاني من الفقر المدقع،.وقال رئيس البلدية ناظم يوسف في نهاية الجولة ل"الرياض" بأن المساعدات للنازحين شحّت منذ فترة طويلة، ويروي بأنّ الأعباء على سكان البلدة زادت على المستويات كلّها وخصوصا البيئية: البنى التحتية للصرف الصحي، النقص في مياه الشفة، الطرق التي تحتاج الى صيانة، تراكم النفايات، مشيرا الى أن وجود النازحين يؤثر على حياة الناس بشكل كبير، لأن البلدة غير مجهّزة لاستيعاب هذه الأعداد، حيث إن عدد سكان المرج يبلغ 15 ألفا زادوا 20 ألفا من النازحين السوريين.

مشاركة :