الإعلام الموحد | إبراهيم محمد باداود

  • 2/21/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في كل أزمة تواجه أي دولة فإن الإعلام يعتبر من أهم الأسلحة التي يجب أن يتم إعدادها جيدًا لمواجهة العدو، واليوم تواجه المملكة أعداءً مختلفين وتحديات متنوعة وهي في نفس الوقت تقود حربًا دولية في اليمن مع باقي الحلفاء، وتقوم بمناورات عالمية في الشمال، وتقود حربا أخرى محلية ودولية لمكافحة الإرهاب، ولذلك لابد لها أن تتعاون مع تلك الدول في المجال الإعلامي أيضًا كما في المجال الحربي. مؤخرًا.. اختتم أصحاب المعالي والسعادة وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعهم الثالث بالرياض، وذلك برئاسة معالي وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي رئيس الدورة الحالية للجنة وزراء الإعلام بدول المجلس، وجاء الاجتماع في وقت هام، إذ من الضروري أن يساهم عمق العلاقات الأخوية بين دول المجلس في توحيد وتنسيق وتكامل الأجهزة الإعلامية فيه، لتكون صوتًا واحدًا واضحًا، خصوصًا في ظلّ التطورات المتسارعة إقليميًا، بحيث يسند هذا الصوت العمل السياسي من جهة كما يسند العمل العسكري وأصوات الأسلحة الأخرى في مواجهة العدو. الإعلام الموحد في دول الخليج يجب أن يعمل جنبًا لجنب ويكون صفًا واحدًا ليعمّق ويرسّخ الهوية الخليجية والروابط العميقة بين أفراد المجتمع الخليجي، ومن جهة أخرى يساهم في توضيح الصورة الحقيقية لما يدور على أرض المعركة، وخصوصًا الجرائم التي ترتكب من قبل المليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع، إضافة إلى أهمية قيامها بتوضيح الأعمال الإنسانية والجهود الإغاثية التي تهدف إلى رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، والتي تُقدَّم من قبل دول التحالف، والتي تعمد المليشيات الحوثية على استخدام كافة الأساليب الخارجة عن القيم العربية والإسلامية والإنسانية في سبيل تعطيل وصول تلك المساعدات إلى مستحقيها. الحرب في اليمن هي أنموذج فقط لكثير من الحروب الأخرى وذلك على مستوى العديد من الأصعدة والحملات المغرضة والتي تتعرّض لها ليس فقط المملكة أو الدول بمنطقة الخليج بل والعالم العربي والإسلامي أجمع، وهذا يتطلب القيام بعمل إعلامي موحّد يستند على التنسيق والتخطيط في كافة الوسائل الإعلامية التقليدية والجديدة، كما يتطلب من الوزارات وهيئات الإعلام مراجعة استراتيجيات العمل الإعلامي الخليجي المشترك وخصوصًا في أوقات الأزمات. إن الرسالة الإعلامية الخليجية المشتركة يجب أن تتوحّد لتُسلِّط الضوء على فضح كافة الانتهاكات الموجودة حولنا، إضافة إلى بيان حقيقة العدو من الصديق، وهذا ما سعى إليه الاجتماع الأخير لوزراء إعلام دول المجلس، والذين أكدوا من خلاله أن مصيرهم مشترك وأنّ ما حولهم من أحداث يتطلب موقفًا إعلاميًا موحدًا وذلك من خلال آلية عمل إعلامية مشتركة، والتركيز على التواصل مع الإعلام العالمي ومن خلال اللغات المختلفة، والمشاركة في المؤتمرات وإبراز وجهة نظر الدول الخليجية في المحافل الدولية باستمرار. الإعلام الموحّد قضية هامة للغاية، فليست العبرة بكثرة القنوات الفضائية أو الإذاعية، ولا بتعدّد المراسلين وانتشارهم، بل الأهم هو توحيد الصف والكلمة والمصير المشترك. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :