الثورة الموجودة اليوم في وسائل الاتصال ونقل المعلومات ووسائل الإعلام الحديثة ساهمت في جعل الإعلام جزءاً من حياة البشر شاؤوا أم أبوا ، فلامجال لأن يتعذر الإنسان اليوم بأنه لايعرف أو ان الخبر لم يصل اليه أو أنه لم يسمع عن موضوع ما فمن لايشاهد التلفازسيسمع الخبرفي الراديو ومن لايسمع الراديو سيقرأ الخبر في الصحف أو المجلات ومن لايقرأ الصحف سيصله الخبر على بريده الإلكتروني ومن ليس لديه بريد إلكتروني ستصله رسالة على جواله أو سيجد الخبر على تويتر أو إحدى وسائل التواصل الاجتماعية أو حتى سينقله له أحد الأصدقاء من خلال إتصال أو غيرها من الوسائل الأخرى وبشكل عام فإننا نجد أنفسنا اليوم محاصرين بوسائل الإعلام ونقل المعلومات من كل مكان . هذا الأمر جعل بناء الدولة في العصر الحديث مرتبطاً ارتباطاً وثيقا بالإعلام الحديث وليس التقليدي فالسياسة الإعلامية لأي دولة أصبحت أحد الأجزاء الرئيسية للسياسة العامة للدولة فلافرق في الأهمية بين السياسة الإعلامية والسياسة الاقتصادية أو الإجتماعية أو حتى الأمنية فهي تلعب دوراً رئيسياً داخلياً في بناء المواطن وتحصينه ضد أي غزو إعلامي أو فكر معادٍ وذلك من خلال تنمية الوعي السياسي لدى المواطنين وإحاطتهم بما يدور من حولهم من أحداث . ولهذه الأهمية الإعلامية القصوى أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة بأن الإعلام شريك استراتيجي في مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها مكة المكرمة ، مبيناً أن الإعلام بمختلف أشكاله وأنواعه ، تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه نقل المعلومة بالشكل الصحيح للمتلقي ودون أن يكون في ذلك أي نوع من المبالغة والتهويل ، وأضاف خلال لقائه بمسؤولي الصحف في منطقة مكة المكرمة (أنتم مسؤولون ومحاسبون أمام الله سبحانه وتعالى عما تنقله وسائلكم الإعلامية مهما اختلف نوعها، عن مكة المكرمة، وعن تلك الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، والجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين للتسهيل على المعتمرين والزائرين لمكة المكرمة». كما دعا في ذلك اللقاء إلى ضرورة التركيز على النقد البناء لا النقد الهادم، وكذلك على النقاط الإيجابية بعيداً عن تلك السلبيات البسيطة التي قد تصاحب أي عمل، سياسياً كان أو اجتماعياً أو اقتصادياً، مردفًا: «لانريد أو نجد تعميدًا في التركيز على نقاط الخلاف والاختلاف، وعلينا أن نساهم في تعزيز مسيرة التنمية والتطوير التي ستخدم العالم الإسلامي أجمع». الإعلاميون كغيرهم محاسبون أمام الله غير أن أثرهم ووسائلهم التي تنقل الأخبار تمتد لتتجاوز الآفاق ، فدورهم ليس تقليدياً بل هو دور هام وخطير ومع ذلك فلايزال بعض المسؤولين اليوم لايقدر أو يضع وزناً لهذا الدور فهو إما يستهين به أو لايعترف به مطلقاً فيستنكر وجوده في أي وسيلة تواصل ويرفض الاعتراف بأهمية هذه الوسائل وفي المقابل تجد بعض الإعلاميين لايلتزمون بالنقد البناء أو الهادف بل يتركز جل اهتمامهم على الإثارة وابراز السلبيات إما رغبة في الترويج أو تصفية لحسابات معينة وهذا الأمر ما لم يتم تصحيحه فسيكون له دور سلبي ليس على مستوى الأفراد فقط بل والمؤسسات الحكومية والمدنية . Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :