في الأسبوع الماضي وعلى هامش فعاليات اليوم الدولي لمكافحة الفساد، أقامت جامعة اليمامة وبالتعاون مع نزاهة ورشة عمل تضمن أحد محاورها دور الإعلام في تعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد، وقد حرصت هذه الورشة على التأكيد على حماية الصحفيين من التهديدات التي يتعرضون لها؛ سواء كانت من جهات أو شخصيات نافذة، في المقابل أكدت الورشة أن الصحفيين يتعرضون لكثير من الإشكالات جراء كشفهم للفساد، مما يضطرهم للتراجع، كما تضمنت تلك الورشة ورقة عمل بعنوان: (كيف يستطيع الإعلام كشف الفساد)، ومما ذُكر في عرض توصيات تلك الورقة أن استطلاع إعلامي شمل أكثر من 63 ألف مشارك أوضح أن 82% يُفضّلون التواصل مع وسائل الإعلام للكشف عن ممارسات الفساد المالي والإداري، في حين فضّل 15% التواصل مع هيئة مكافحة الفساد للإبلاغ عن تلك القضايا، في حين فضّل 3% إبلاغ المسؤول مباشرة، مبينًا أن هذا الاستطلاع يُؤكِّد ثقة المواطن بقدرة وسائل الإعلام وتأثيرها على تحريك الجهات الرقابية لفضح الفاسدين، وهو ما يدفع لتعزيز دور الصحافة كشريك إستراتيجي لتعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد، مُطالبًا نزاهة بإقرار برنامج لحماية الشهود ومن ضمنهم الصحافيين. وعلى الرغم من صحة ما ورد حول أهمية أن يكون الإعلام شريكًا إستراتيجيًا لتعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد، فإننا أحيانًا نجد في بعض الأوساط الإعلامية ممارسات خاطئة تسعى نحو الإثارة الصحفية قبل تقديم الحقيقة، ويكون همّها الأوّل هو السبق الصحفي قبل التأكد من المضمون، بل إن البعض قد تجاوز هذا الحد لتصبح تلك الأخبار الصحفية والقضايا وسيلة ابتزاز يسعى من خلالها للحصول على منافع وأداة تهديد يعمد البعض لاستخدامها مقابل بعض المكتسبات، وهذا أحد أنواع الفساد الذي يجب التحذير منه. إنها علاقة وثيقة وهامة يجب أن توضع لها الأسس والأنظمة والضوابط؛ لكي تُحقِّق الأهداف المأمولة منها، وتساهم في خدمة المجتمع وتنقيته من الفساد. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :