يتسمّر السعوديون في نهاية كل عام أمام شاشات التلفزيون في صورة نمطية مألوفة للاطلاع على كشف الحساب السنوي للبلاد من خلال أرقام الميزانية. ورغم أن أرقام الإنفاق ارتفعت بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة بعد أن تعرضت البلاد لانتكاسة مالية طاحنة في منتصف الثمانينيات والتسعينيات خرجنا منها بأعجوبة، إلا أننا بدأنا في السنوات الأخيرة نسمع نغمة وهي أن هذه الأرقام الكبيرة لم تعد تنعكس على دخل المواطن ولا على رخائه كما يجب !! وفي اعتقادي أن لهذا الانطباع جملة من الأسباب والمبررات التي لا يمكن إغفالها. الأول أن البعض يرى أن مصلحة الوطن هي «جيبه» فقط وأن أي تنمية لا تنعكس على دخله مباشرة ليست تنمية. الثاني ارتفاع الأسعار وبالتالي انخفاض دخل الفرد عما كان عليه في الماضي، وإذا ما نسبنا القوة الشرائية التي تراجعت سبعة أضعاف على الأقل مقابل زيادة الدخل بـ 60% فقط، نجد أن هذه الأرقام لم تستطع إيقاف وتيرة هذه الفجوة المتزايدة عاما بعد آخر. الثالث أن المال وحده لا يكفي لتحقيق الرخاء ما لم تصاحبه تدابير دقيقة تصاحب أداء الأجهزة الحكومية التي ارتفعت بنودها دون أن ترتفع معها أساليبها وأدواتها. الرابع أن الخدمات الأساسية والمرافق الهامة لم تتطور كالصحة والتعليم والقضاء لأن المال شيء والإصلاحات شيء آخر تماما. الخامس أن السيولة الحكومية لا تكفي لتحقيق الرخاء ورفع دخل الفرد ما لم تصاحبها تدابير اقتصادية لتشغيل بقية عجلات المقطورة الاقتصادية بما في ذلك عجلة القوى البشرية، وهذا لن يتحقق دون إحداث نقلات جذرية لتفجير الطاقات الكامنة والمعطلة في مفاصل اقتصادنا، وتفعيل الميز النسبية سواء على نطاق الاقتصاد المركزي أو المناطقي. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :