بيت عرار الثقافي يكرم وفادة 'خنجر سليمان'

  • 7/18/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

احتفى ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة الثقافي، مساء الاحد، في "بيت عرار الثقافي" شاعر الأردن، برواية "خنجر سليمان" للقاص والروائي الأردني/ الفلسطيني صبحي فحماوي بإقامة ندوة نقدية شارك فيها النقاد: عبد المجيد جرادات، الدكتور سلطان الخضور، نزار سرطاوي، وأدارت مفردات الندوة بسوس ملحم وسط حضور لافت من المثقفين والأدباء والمهتمين. واستهل الندوة رئيس ملتقى إربد الثقافي الدكتور خالد الشراري مستذكرا الشاعر الراحل سويلم نصير أول رئيس للملتقى، ومشيدا بهذا النشاط الثقافي باستضافة الروائي فحماوي والاحتفاء بروايته الجديدة في بيت "عرار الثقافي" هذا الشاعر الأردني الرمز. الورقة النقدية الأولى كانت للباحث عبد المجيد جرادات والتي وسمها بـ "البعد القومي والروح النضالية في رواية خنجر سليمان لصبحي فحماوي"، قال فيها: في روايته الرابعة عشرة والتي حملت عنوان (خنجر سليمان)، يوقفنا الروائي صبحي فحماوي على تطورات الأحداث في العام 1798، عندما قاد نابليون بونابارت حملته العسكرية متوجهاً إلى الديار المصرية وبلاد الشام، بقصد التأسيس لمرحلة تستطيع من خلالها فرنسا الحصول على المزيد من خيرات الشعوب وممارسة أبشع الجرائم بحق من يتصدى من أبناء العروبة للسياسات والممارسات التي تنفذها القوات الفرنسية. واعتبر جرادات أن رواية فحماوي رواية معلوماتية فيها من حقائق التاريخ ما يؤكد لنا أن الدول التي عرفت قيمة الغنائم التي تأخذها من ممتلكات الشعوب المستعمرة، تحتاج للمزيد من حيل السياسة التي تذكي الخلافات بين أبناء الشعوب المستهدفة، لتستأصل مع الزمن كل مقومات الشعور بالعزة الوطنية والقومية.   وأشار جرادات بأن الروائي فحماوي في وصفه لجغرافية الوطن العربي وعبقرية المكان، يوثق طريق رحلة القافلة التي سيرافقها سليمان الحلبي مع والده ونخبة من تجار سوريا، فهو يقول ستنطلق القافلة إلى مرتفعات الجولان، ومنها إلى بحيرة طبريا، وأمام شاطئ بحيرة طبريا، يقول والد سليمان لابنه، هنا وقف المتنبي وأنشد عن وحدة شعوب الفرات والنيل قائلاً : "ورد  إذا ورد البحيرة شارباً ... سمع الفراتُ زئيره والنيلا"، مؤكداً لابنه إيمانه المطلق بوحدة الفرات والنيل: كلمة ورد هنا هي أحد أسماء الأسد. بمجملها تهدف للمزيد من إشاعة أسباب الجهل والفقر، إلى جانب أنها تتعارض مع اهم النواميس التي تحترم الذات الإنسانية وتقدر قيمتها. من جانبه الناقد الدكتور سلطان الخضور في ورقته النقدية عاين "البعد القومي في رواية.. خنجر سليمان" حيث أشار فيها إلى أن رواية فحماوي "خنجر سليمان" تشي بالعديد من المواقف والأحداث التي تعبر عن الهم القومي العربي بأبعاده المختلفة حيث أشار في دراسته أن الكاتب يستخدم المعلومة ويصيغها بمفردات الوصفة الأدبيّة, ليسهم في علاج ما اعوج من التاريخ والجغرافيا, وأن وضع الخنجر على الغلاف مسلولًا دون غمده يحمل معنى كبير, وهو أنه سيبقى مشرعًا للدفاع عن حياض الأمه, ولن يستريح ما دام الوطن الكبير يشعر بالتعب. وأكد د. الخضور بأن فحماوي نجح في استحضار الصورة النمطية  للإنسان العربي, كإنسان مغلوب على أمره يتعرض للابتزاز الغربي الذي يسعى لنهب موارده البشرية والطبيعيّة والتعامل معه كإنسان قاصر غير قادر على مواكبة الحضارات, علمًا أن الحقائق تؤكد أن العرب منبع الحضارات ولولا تدخّلات الغرب واحتلالاته لبقيت تقود الأمم.  وختم د. الخضور  مستشهدًا بقول سليمان الحلبي خلال المحاكمة أنه قتل كليبر نائب نابليون لمقاومة الاحتلال الفرنسي ولترسيخ الوحدة العربية, وتساءل ما دلالة ان ُيقتل من احتلّ مصر بخنجرٍ صنع في غزة -  فلسطين على يد شاب حلبي سوري؟ واختتمت الندوة النقدية بورقة الشاعر والمترجم نزار سرطاوي الذي قدم قراءة نقدية أسماها "الرواية التاريخية: "خنجر سليمان" .. لصبحي  فحماوي نموذجًا" أكد فيها أن صبحي فحماوي روايته التاريخية "خنجر سليمان"، يقدم فيها تسجيلًا سرديًا روائيًا للأحداثً التي شهدتها منطقتنا في أواخر القرن التاسع عشر، والتي بلغت ذروتها في الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في نهاية القرن بقيادة نابوليون بونابارت (1798-2001)، الذي كان يهدف إلى تأسيس مستعمرة فرنسية كبرى في المنطقة. وقد كان لقيام الشاب السوري سليمان الحلبي في 14 حزيران/يونيو عام 1800 باغتيال الجنرال كْلِبير تأثيرًا بالغًا على الحملة وساهم في انتهائها عام 1801.   وأشار سرطاوي بأن رواية "خنجر سليمان" ليست الرواية التاريخية الأولى التي يخطها قلم صبحي  فحماوي. فقد سبقتها على سبيل المثال قصة عشق كنعانية (2009)، أخناتون ونفرتيتي الكنعانية (2020)، وهاني بعل الكنعاني (2022). ولعل القاسم المشترك بين هذه الروايات جميعًا هو أنها تتناول حقبًا من تاريخ أمتنا. وذكر سرطاوي بأن "خنجر سليمان" تحمل كل تلك الخصائص التي تجعل منها رواية تاريخية بامتياز – روايةً تتناول سيرة بطل ضحى بحياته في سبيل حرية شعبه في تلك الحقبة الهامة من تاريخ شعبنا العربي. لقد رأى فحماوي في سليمان الحلبي بطلًا يكاد يكون أسطوريًا ضحى بحياته في سبيل حرية "شعبه"، ومن الواضح أن سليمان السوري الحلبي كان يرى أن أهل مصر هم شعبه أيضًا. وهذا يدل على أن النزعة القومية الضيقة السائدة في أيامنا هذه، والتي هي صناعة استعمارية بامتياز هذه لم تكن شائعة في تلك الحقبة، بل كانت الشعوب العربية ترى نفسها شعبًا واحدًا.  وخلص إلى القول بأن رواية "خنجر سليمان" بالنسبة للروائي صبحي  فحماوي هي بمثابة لبنة أخرى في مشروعه الإبداعي الذي ينصب في مجمله على طرح قضايا الأمة. إلى ذلك المحتفى به وبروايته صبحي فحماوي الذي تحدث عن عمله الروائي هذا مؤكدا على أهمية النضال العربي في سبيل الحرية والحفاظ على مكتسبات الأمة، مشيرا إلى أن نابليون تم تصويره القائد المنتصر علما بأنه بطل الهزائم، ذاكر بأنا أمة لها تاريخها وحضارتها وآثارها التي سرقت ووضعت في المتاحف الغربية وما تحتويه آثار لنا وتلك المتاحف هي متاحفنا. ويذكر أن الروائي والقاص صبحي فحماوي ولد في أم الزينات بفلسطين عام 1948، حصل على بكالوريوس هندسة زراعية من جامعة الإسكندرية عام 1969 وعلى دبلوم دراسات عليا في هندسة الحدائق من جامعة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة عام 1981.، وحازت أعمال على العديد الجوائز الدراسات النقدية محليا وعربيا من قِبل كبار النقاد في الوطن العربي. وصدر له في الرواية والقصة والمسرح : "الحب في زمن العولمة": رواية، دار الفارابي، بيروت، 2008، "عذبة" رواية، عمان، 2002، "قصة عشق كنعانية": رواية، دار الفارابي، "بيروت"، 2009، "صديقتي اليهودية": رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2015، "حرمتان ومحرم"، دار الهلال، القاهرة، 2007، "الإسكندرية 2050" : رواية دار الفارابي، بيروت، 2009، "على باب الهوى!": رواية، دار الفارابي، بيروت، 2014، "الرجل المومياء"، دار الفارابي، بيروت، 2006، "صبايا في العشرينات": قصص ومسرحيات قصيرة، عمان، 2003، "موسم الحصاد الحزين": قصص، دار الكرمل، عمان، 1987، "فلفل حار" (مجموعة قصصية)، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، 2012،"رجل غير قابل للتعقيد" (مجموعة قصصية)، المكتبة الوطنية – عمان، 1997، "في انتظار النور الأخضر" (مسرحية)، "ليلة الافتتاح" (مسرحية)، "الجوع!" (مسرحية)، "شخصيات مستنسخة!" (مسرحية)، "نفقات منزلية!" (مسرحية)، "مش عيشة هذه!" (مسرحية)، "قاع البلد": رواية، "مكتبة كل شيء"، حيفا، 2017، "سروال بلقيس": رواية، "مكتبة كل شيء"، حيفا، 2014، "حاتم الطائي"، "المومياء": مسرحية، 2015، "الأرملة السوداء"، دار الهلال، القاهرة، 2011، "القصور في الشعر الأندلسي: عصر ملوك الطوائف" (إخراج ومتابعة)، دار جليس الزمان للنشر والتوزيع، عمان، 2016، "الأعمال المسرحية"، عمان، 2014، "كل شيء للبيع"، 2017، "قهقهات باكية"، 2017، "مواقف"، "أخناتون ونفرتيتي الكنعانية"، الأهلية للنشر والتوزيع، 2020).

مشاركة :