الدراما.. القوة الناعمة

  • 6/1/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى الدول بمختلف مستوياتها إلى استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر ثقافتها وأجندتها أياً تكن هذه الأجندة والإيديولوجيا. وتتنوع الوسائل والقنوات الإعلامية الرامية إلى إيصال هذه الرسائل والتأثير في الشعوب الأخرى وتمرير ما تود إيصاله إلى العالم. فمن خلال القوى الناعمة ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعية المُؤثرة جداً نجد أن «الدراما» تؤدي دوراً قوياً و»فعّالاً» في هذه المرحلة على وجه التحديد ولها حصتها الكبرى في «القوة الناعمة» ومُتطلبات المرحلة كونها تؤدي رسائل لا تستطيع القوى والوسائل الأخرى تأديتها كونها تسكن البيوت والعقول وتؤثر بالقلوب ومن خلال الدراما استطاعت دول عدة أن تُجند الآخرين ليكونوا رُسلاً لها وسفراء لصناعة السياحة وزيادة الدخل والحراك الاقتصادي ومن خلال الدراما استطاعت بعض الدول من تحسين صورتها أمام الشعوب الأخرى وكيف أنها تقدم نفسها كشرطي العالم ومنقذ للبشرية كأمريكا، واستطاعت بعض البلدان أن تقدم نفسها كبلد للجمال والقصص الخيالية الرومانسية كتركيا؛ والتي استطاعت من خلال المسلسلات والدراما رغم طولها أن تبعث برسائل إلى العالم عن السياحة في مدن وقرى ومنتجعات تركيا وأصبحنا نعرف الشيء الكثير عنها ونجحت في جلب السائح وزادت بالتالي من دخل المواطن التركي وبقيت فنادقها ومطاعمها مليئة بالرواد وبالتالي انعكس على حراكها الاقتصادي ودخلها القومي. ومن خلال الدراما استطاعت بعض الدول ان تبرز كقيمة فنية عالية ومدرسة للإبداع والإخراج والموسيقى وأن تكون بين الفن والحبكة والقصص الواقعية والخيالية «مصر على سبيل المثال»؛ حيث يعتبر الفن المصري أبو الفن العربي ومصدر الإلهام للعديد من الدول؛ ومن خلال الدراما المصرية تعرفنا على ثقافة الشعب المصري والحضارة الفرعونية وتعايشنا مع النكتة الخفيفة ومن السرد وتحويل الروايات العربية والمترجمة إلى مسلسلات وأفلام تصدرت شباك التذاكر واحتلت الأرقام الأولى في أعداد المتابعين وبالتالي حققت نجاحات عدة في التسويق والإعلان. الدراما الخليجية نجحت فيها الكويت بامتياز ونشرت الفن الدرامي كمسلسلات بقيت في أذهاننا إلى يومنا هذا ولا زالت الدراما الكويتية تتصدر المشهد ولها وقعها في الشارع الخليجي بصفة خاصة. الدراما السعودية أنتجت على استحياء بعض المسلسلات أهمها وأشهرها طاش ما طاش رغم كونه موجهاً إلى الداخل ويعالج بعض السلبيات وينتقد بعض التصرفات التي تهم الشارع السعودي فقط ولكن لا يوجد دراما تحمل الإرث السعودي مع الأسف ويكون توجهها إلى الخارج وتبعث برسائل إلى العالم أجمع كيف كانت حياتنا وتراثنا وأصالتنا وقيمنا. الدراما قوة ناعمة إن استخدمت بشكل احترافي تولى أمرها متخصصون في صناعة المحتوى وعلى دراية كاملة في الرسائل والأهداف التي يريدون إيصالها والطريقة التي يجب أن توصل به هذه الرسائل. فمتى يكون لدينا دراما قوية نستخدمها كقوة ناعمة للتأثير في الشعوب؟

مشاركة :