بمشاعر مملوءة بالفخر والاعتزاز، ووسط أجواء جسدت أهمية الشهادة، شيعت منطقة مصفوت بإمارة عجمان أمس شهيد الوطن والواجب عبيد سالم سعيد البدواوي، 22 عاماً الذي استشهد ملبياً نداء الوطن خلال أدائه لواجبه الوطني خلال تواجده في المملكة العربية السعودية ، للمشاركة في عملية إعادة الأمل ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة وقوفاً مع الشرعية في اليمن. في موكب جنائزي مهيب توجهت جموع المشيعين وعدد من أفراد القوات المسلحة لمواراة جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير بمقبرة مصفوت، بعد أداء صلاة الجنازة على روحه الطاهرة عقب ظهر أمس، حيث دفن بجوار الشهيد عبد الله سعيد شيخان الكلباني الذي انتقل إلى جوار ربه في ميادين العزة والكرامة والبطولة باليمن، وتقبل ذوو الشهيد التعازي، حيث كان والده متوشحاً، بعلم الدولة خلال استقباله المعزين. وأعرب سالم سعيد البدواوي والد الشهيد عن فخره واعتزازه باستشهاد ابنه، مؤكداً أن استشهاد ابنه يعد فخراً لهم، ووساما على صدورهم، لافتاً إلى أن الجميع فداء للوطن حيث قال: إننا لا نملك أغلى من أرواح أبنائنا الشهداء، لكننا نقدمها في سبيل رفعة إماراتنا التي تستحق بذل الغالي والنفيس، ألا وهي الأرواح الغالية، فداءً لترابها. وقال عبد الله شقيق الشهيد، إن هذا الحشد الكبير من المشيعين لجنازته، من مصفوت وخارجها، يؤكد أن شعب الإمارات كله رهن إشارة قيادتنا الرشيدة وفداء لهذا الوطن الغالي، وهذا الجمع الكبير يعكس مدى الترابط والتلاحم بين أبناء الدولة ووقوفهم إلى جانب أهلهم وإخوانهم، صفاً واحداً. وعبرت عائلة الشهيد عن بالغ فخرها بابنها لما قدمه لوطنه ولأمته العربية والإسلامية، من خلال ضربه أروع الأمثلة في حب الوطن والبذل والعطاء فداء له ولأرضه وأمته، داعين الله، عز وجل، أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وقال أحمد شقيق الشهيد: إن أخاه تحلى بروح الصبر، حيث كان لا يخاف الموت، ويؤدي واجبه الوطني والديني على أكمل وجه، دفاعاً عن المكتسبات الوطنية وفداء لوطنه الكبير على قلبه وقلب الجميع، وأضاف: إن الشهيد كان وسيبقى يحظى بحب وتقدير ومعزة كبيرة من الجميع. وقال شقيقه - سعيد- إن الإمارات تزف اليوم شهيداً جديداً من شهداء الوطن الذين يسيرون على درب الحق والجنة عند المولى، عز وجل، وأن أرواح أبناء الدولة تكون رخيصة في سبيل رفعة وطنهم وفداء ودفاعاً عن المبادئ والقيم التي تربى عليها أبناء الإمارات. وأضاف: إن الأسرة بكاملها تلقت خبر استشهاده بكل فخر واعتزاز لأن دماءه الطاهرة لبت نداء الواجب والشهادة، حيث كان، رحمه الله، حنوناً وعطوفاً على والديه وإخوانه، كما كان يحظى باحترام الجيران، ويعتز به زملاؤه في العمل، كان طوال فترة تواجده ضمن القوات المسلحة جندياً يؤدي واجبه بكل أمانة، كما كان يطمح دائماً للتميز في عمله ليكون من الجنود الأوفياء من أبناء الوطن، وهم كثر، فالكل منهم كان يتسابق لتقديم الواجب الوطني والديني دفاعا عن حياض الوطن. وكان جثمان الشهيد قد وصل مساء أمس الأول إلى مطار البطين الخاص بأبوظبي على متن طائرة عسكرية، حيث جرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال جثمان الشهيد وكان في استقباله عدد من كبار ضباط القوات المسلحة.
مشاركة :