وادي الحلو تودع شهيد الوطن أحمد المزروعي إلى مثواه الأخير

  • 1/15/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

وادي الحلو: محمد صبري شيعت وادي الحلو بعد، عصر أمس، ابنها البار شهيد الأعمال الإنسانية، أحمد راشد المزروعي بمسقط رأسه في منطقة وادي الحلو في إمارة الشارقة، وسط حشود غفيرة من أبناء الدولة، وسكان المنطقة، الذي استشهد مع عدد من زملائه خلال أداء واجبهم الإنساني في أفغانستان، إثر تفجير إرهابي غادر استهدف مقر والي قندهار. وأدى الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مسجد شعبية الحصين صلاة الجنازة على جثمان شهيد الوطن والإنسانية، الذي ارتقى إلى العلا، مع عدد من إخوانه شهداء الإنسانية، الذين استشهدوا جرّاء التفجير الإرهابي الغادر، الذي استهدف مقر والي قندهار في أفغانستان. وأدى الصلاة إلى جانب رئيس مكتب سمو الحاكم، ذوو الشهيد وأقاربه إلى جانب مسؤولين عدة، وأعيان البلاد، وجموع غفيرة من المواطنين والمقيمين. ودعا الجميع الله -عز وجل- أن يتغمد شهيد الوطن بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. وشيع الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي وجموع المصلين جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير؛ حيث ووريَّ جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة الحصين بوادي الحلو. وقدم رئيس مكتب سمو الحاكم، التعازي لذوي الشهيد، معرباً عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الشهيد، داعياً الله -تعالى- أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والصالحين، وأن يصبر الله -تعالى- ذويه. وكان جثمان الشهيد قد وصل إلى مطار البطين الخاص في أبوظبي على متن طائرة تابعة للقوات المسلحة الإماراتية، وجرت المراسم الخاصة لاستقبال الجثامين الأربعة، على أرض المطار؛ حيث كان عدد من كبار المسؤولين في استقبال الجثامين. وأدى المشيّعون الصلاة على جثمان الفقيد في مسجد كعب بن زيد، ثم واروا جثمانه الثرى في مقبرة الحصين بمنطقة وادي الحلو مسقط رأس الشهيد، وتقدموا بصادق العزاء والمواساة لأسرة الشهيد، مبتهلين إلى المولى -عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويحتسبه بين الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. ونقل جثمان الشهيد بطائرة مروحية تابعة لسلاح الجو الإماراتي، هبطت عند وصولها في أرض ملعب الكرة، ومن ثم تم نقل الجثمان بسيارة إلى المسجد بصحبة سيارات الشرطة العسكرية. والشهيد أحمد راشد سالم المزروعي يبلغ من العمر 40 عاماً، وكان يعمل في القوات المسلحة سابقاً، إلى أن تم اختياره للعمل في وزارة شؤون الرئاسة في قطاع الخدمات المساندة في منصب رئيس الوحدة الإدارية، ومستشار في سفارة الدولة في العاصمة كابول، وهو متزوج ولديه 7 أبناء أكبرهم محمد وهو طالب في كلية الشرطة، ويبلغ من العمر 18عاماً، وهاجر طالبة في كلية الهندسة بجامعة الإمارات، فرع العين، ومنصور طالب في مدرسة وادي الحلو الصف التاسع، وعلي بالصف السادس، وعمر بالصف الخامس، وحمدة بالصف الثاني، وراشد أصغر أبنائه، يبلغ من العمر 10 شهور. ويقول راشد سالم المزروعي والد الشهيد، 75 عاماً، إن ابني الشهيد كان عطوفاً وحنوناً عليَّ أنا ووالدته، وقرر أن يظل بجانبنا في وادي الحلو، واختار أن يسكن في المنزل الملاصق لمنزلنا أنا ووالدته، وعند عودته من السفر كان يمر علينا أولاً للاطمئنان علينا والجلوس معنا قبل أن يذهب لأبنائه، وكان يصطحبني للمستشفى الأمريكي في دبي ثلاث مرات أسبوعياً، لغسيل الكلى، وعند غيابه كان يخصص لي سيارة بسائق للذهاب للمستشفى. وتابع: رحم الله ابني وكل شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم فداء لرفعة وسلامة أراضيه وإعلاء راية وطننا الغالي، فالوطن يغلو فوق كل غالٍ ولا يوازيه شيء في ضمائرنا وعقولنا. ويقول خميس راشد المزروعي أخ الشهيد لقد كان فقيدنا الغالي مثالاً للأخلاق الفاضلة والتفاني والإخلاص في العمل، وكان مثالاً وقدوة في الانضباط والتفوق، وبقدر ما أخلص وأوفى وأنجز من أجل الوطن، ونال من الله ما استحقه من شهادة في سبيله، وفي سبيل وطنه والحق والواجب والإنسانية والسلام، وهي أرفع التضحيات التي يمكن أن يقدمها الإنسان تجاه إغاثة الملهوف وقضاء حاجة المحتاج في ربوع الأرض كافة. وقال محمد أحمد المزروعي ابن الشهيد - الطالب بكلية الشرطة - إن استشهاد والدي هو فخر لنا جميعاً، ونحسبه عن الله من الصديقين؛ لأنه استشهد في ساحة الخير، وميادين الرحمة كان يمد يد العون للأيتام والأرامل والمساكين في أماكن بعيدة لا تخلو من المخاطر الجسيمة، لكنه كان فرحاً بما يقدمه للآخرين، فأبي كان مثالاً للرجل الشجاع المقدام محب الخير وباذل العطاء، فنحن إمارات الخير كما تعلمنا من الأب المؤسس لدولتنا المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زايد الخير. وأكد ابن الشهيد - محمد - استكمال مسيرة والده في خدمة الوطن، والدفاع عن أمن وسلامة أراضيه، وقال: نحن تحت أمر قيادتنا الرشيدة في أي مكان وزمان فخدمة الوطن هي وسام عز وفخر لكل مواطن إماراتي، وعزائي الوحيد هو شرف الشهادة لوالدي الحبيب. وقال سالم خميس المزروعي عضو مجلس استشاري الشارقة وصديق الشهيد، إن الشهيد أحمد المزروعي كان أخاً وصديقاً للجميع ودائم الابتسام للكل، ويقدم خدماته دون انتظار مقابل من أحد أو حتى كلمة شكر، فالشهيد، رحمه الله، كان من أيادي الإمارات في عالم الخير، وكان دائم الاهتمام بأسرته ووالده الكبير في السن، ويحاول دائماً أن يوفر لهم ما يستطيع، ليسد فترة عدم وجوده بشكل دائم خلال أيام الأسبوع، وخلال أيام سفره للخارج، مشيراً إلى إيمانه وتقواه وحبه للخير، ومشاركته في جميع المناسبات الاجتماعية والدينية في وادي الحلو، رحم الله، الشهيد وأسكنه فسيح جناته. ويقول حميد خلفان سالم المزروعي ابن عم الشهيد وخال أبنائه كان الشهيد، رحمه الله، يساعد المحتاج دون أي مقابل، ويزرع البهجة والأمل في نفوس المحيطين به يتمتع بروح الصبر؛ حيث كان لا يخاف الموت، ويؤدي واجبه الوطني والديني على أكمل وجه، دفاعاً عن المكتسبات الوطنية وفداء لوطنه الكبير على قلبه وقلب الجميع. وأضاف: إن الشهيد كان وسيبقى محفوفاً بحب وتقدير ومعزة كبيرة من الجميع، إن الإمارات تزف اليوم شهيداً جديداً من شهداء الوطن الذين يسيرون على درب الحق والجنة عند المولى، عز وجل، وإن أرواح أبناء الدولة تكون رخيصة في سبيل رفعة وطنهم وفداء ودفاعاً عن المبادئ والقيم التي تربى عليها أبناء زايد الخير. قرقاش: البيت متوحد والأسرة واحدة أعرب الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عن تعازيه ومواساته للإمارات ولذوي شهداء الوطن، الذين استشهدوا في سبيل عمل الخير والإنسانية في أفغانستان. وقال قرقاش، في تغريدة على تويتر أحسن الله عزاء الإمارات، البيت متوحد والأسرة واحدة، في شهدائها الأبرار، الحمد لله أن لنا رباً يأجرنا على كل حزن وضيق. الرقباني: العملية الإرهابية تفضح مروجي التطرف أكد سعيد بن محمد الرقباني، المستشار الخاص لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، أن دولة الإمارات وهي تودّع 5 من أبنائها الذين ارتقوا وهم منصبّون على فعل الخير، تؤكد مجدداً أن هذا العمل لن ينال من عزيمة دولة الإمارات ومساعيها في فعل الخير، لأن إنسانية الدولة وسعيها لمساعدة كل محتاج ومكلوم زرعه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله، في اليوم الأول الذي زرع فيه بذرة قيام اتحادنا. وأضاف أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وشعبها الوفي ماضية بخطى ثابتة في عمل الخير وفي مشوارها الإنساني الذي لن تحيد عنه تحت أي ظرف أو فعل، لتواصل التزاماتها الإنسانية التي كللها أبناؤها الشهداء الخمسة بالتضحيات والتي ستكون وسام عز وفخر في جبين كل منا. وأكد أن العملية الإرهابية في قندهار لا تستهدف فقط أبناء الإمارات ، بل تستهدف تقويض قيم التعايش الإنساني وتفضح كل مروجي الأفكار الإرهابية المتطرفة الذين يزعمون الحديث باسم الإسلام وهم أبعد ما يكونون عنه، مشيراً إلى أن أبناء الإمارات سيواصلون تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لشعب أفغانستان وغيرهم من الضعفاء، لأنهم سفراء سلام وعطاء.

مشاركة :