'تأملات' محمد القماطي تبرز بانوراما تجربته الفنية

  • 6/16/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ها هي رحلة الفن الجميلة تأخذ طفلها المدلل المأخوذ بشغف التلوين والرسم والنظر إلى جنانها حيث خطاه الأولى بالبقعة القابسية الجميلة ونعني وذرف حيث طفولة وبهاء ونشيد مفتوح على الألوان والأمكنة... ها هي الفكرة الملونة تعنون مسيرة ولع وعشق للفن لحوالي ستة عقود (55 سنة) وكأن الأيام لديه فن وشعر ولوحات وغوص في الحكاية الباذخة التي سماها ولها وهياما... محمد القماطي هذا الذي يعانق إبداعاته الملونة بالفنون من كلمات وأعمال فيها الكثير من ذاته المفعمة بأحاسيس شتى.. هي علاقة وجدان وتواصل وحوار مفتوح.. وأما اللوحة لديه فإنها العنوان المفتوح على الدهشة والحنين والآه.. والفن… مساحة من مساحات القول الجمالي.. ذلك أن الحيز الممنوح للذات من عناصر وتفاصيل وأشياء يجعلها تتماهى بما توفر لديها من مفردة تشكيلية نحتا للقيمة وتأصيلا للكيان.. والفن تعدد اتجاهات وتيارات ورؤى مختلفة… ولكن الفنان محمد تخير نهج ألوان من وحي الحوار الوجداني والإنساني البليغ مع محيطه وحياته عامة وفق وعيه الجمالي.. أما المشاهد فإنها خليط بين ما يعتمل في الذات من أفكار وهواجس ورؤى تنبع من أصل الفكرة.. والفكرة هنا هي هذا الحوار المأخوذ بالتواصل والود والفعل الكوني المشترك تجاه القيمة.. إنها قيمة الإنسان في تجلياته الثقافية والفكرية والإنسانية العميقة. محمد القماطي فنان وكاتب بما في المعنى من ولع وشغف لكن الرحلة أخذته إلى عوالم الألوان ومتاهاتها فراح يبحث عن وجد دفين في الدروب.. الألوان صارت حكايته الباذخة التي يستلهم من تفاصيلها أشجانه وهواجسه قولا بالفن كملاذ وحلم مفتوح على الطفولة العائدة ..يفعل فعله الفني هذا في هذه الحياة بين شؤونها الشتى وألوانها المفعمة بالحلم ولكن الفن أعطى اللون الآخر للرحلة وأصواتها الملائمة.. وفق سفر إلى الفكرة.. إلى حدائق اللون.. إلى الإبداع التشكيلي.. التجربة كانت مفتوحة ومتواصلة وجديرة بالنظر.. أعمال متعددة نهلت من العلاقة الآسرة بالمدينة.. بالمشاهد بالمرأة وبالحنين والتراث والعادات وغيرها وبالمدن عبر جغرافيا الحنين بأمكنة مختلفة في تونس من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.. هكذا ومن رحم كل هذا وتواصلا مع نغم القلب والفن كوجدان يتواصل المعرض الشخصي للفنان محمد القماطي وفق رغباته الفنية والإنسانية والثقافية التي تخيرها فنانا وإنسانا حالما وتواقا للأجمل في هذا العالم. هذا المعرض يتواصل برواق الفنون ببن عروس حيث افتتح يوم 31 مايو/أيار 2023. وتحت عنوان "تأملات" انطلق المعرض بحضور جمهور فنه وأحبائه وأصدقائه وزوجته الفنانة التشكيلية حورية القماطي وتم ذلك في حفل استقبال وافتتاح حضره أيضا جمال بن عمر معتمد بن عروس ومهذب القرفي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بولاية بن عروس ومديرة رواق الفنون ببن عروس الفنانة نزيهة الصولي، إلى جانب نخبة من الفنانين التشكيلين والفوتوغرافيين وثلة من الأدباء والشعراء ومثقفي الجهة والفاعلين من المجتمع المدني... الأعمال الفنية تحلت بفكرة الفنان القماطي في تعاطيه مع الرسم والتلوين ومثلت جملة مراحل اشتغاله الجمالي وتميزت بتنوع مواضيعها وثيماتها وتقنياتها. وعن هذا المعرض الخاص يقول القماطي "سعدت كثيرا بهذا الحدث المهم بعد مسيرة متواصلة امتدت إلى 55 سنة مع الرسم وسعيت في رواق بن عروس لإبراز بانوراما تجربتي الفنية التشكيلية التي أواصل العمل ضمنها بعد العديد من المشاركات في المعارض الجماعية وإقامة المعارض الخاصة وهذا يفرحني وشكرا لكل من زار المعرض وأحب أعمالي ويمكنني القول إن الحلم يبقى يرافقني للعمل والتجدد وتقديم المعارض...". معرض ولوحات وتنوع في سياق الرحلة الفنية بكثير من حلم الفنان ودأبه وحيويته في مشهد فني تشكيلي تونسي متحرك ومتعدد التجارب الفنية بين الهواية والاحتراف وفي الأساليب والاتجاهات والأجيال.

مشاركة :