اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن المملكة لم تجد بدًا من وقف مساعداتها للجيش اللبناني، في ظل سيطرة حزب الله الموالي لملالي طهران على مفاصل الدولة هناك، دون وجود مقاومة تذكر لهذا الوضع الخطير على الدولة اللبنانية، مشددين على أن تخلص لبنان من نفوذ حزب الله، ضرورة لإنقاذ علاقتها بالمملكة. وأكد الخبراء أن قرار المملكة لا يعني التخلي عن الشعب اللبناني، وإنما جاء كضربة قاصمة للمخطط الإيراني لبنان، مشيرين إلى أنه الهدف من القرار هو توجيه رسالة مزدوجة مفادها: القوى السياسية اللبنانية لابد أن تنتفض لتقليص نفوذ حزب الله. استمرار الخضوع لسياسات الحزب سيفقد بيروت حلفاءها التاريخيين. وقالت الباحثة السياسية، والخبيرة في الشأن الإيراني، الدكتورة نيفين مسعد: إن المملكة وجهت رسالة أيقظت الجميع، حول التدخلات الإيرانية في لبنان، وأعادت إلقاء الضوء الذي كاد أن يخفت، على سيطرة حزب الله على الوضع في لبنان. وأوضحت لـ»المدينة» أن وقف المساعدات العسكرية السعودية إلى لبنان يهدف في الأساس، لمواجهة استفحال حزب الله، وكشف حقيقة أن الأجندة اللبنانية، باتت خاضعة لإيران، وهو ما سيفقد لبنان حلفاءه التاريخيين. من جهته أكد الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات، أن حزب الله انتقل من ادعاء انه قوة تناهض اسرائيل، إلى قوة تحتل لبنان، بفضل ثغرات أيديولوجية داخل الدولة اللبنانية، لافتا الى أن هذا الحزب أصبح أحد جيوب إيران في المنطقة، ومن ثم فإنه يسعى لتطويع الدولة اللبنانية في هذا الاتجاه، وهو ما تنتبه له المملكة جيدا. وأشار إلى أن المملكة لن تتخلى عن الشعب اللبناني، وإنما فقط أرادت أن تطلق صرخة استفاقة للقوى هناك حتى تنفض عن نفسها غبار الخضوع لحزب الله، قبل أن تخسر حلفاءها وعلى رأسهم المملكة. وطالب الخبير السياسي، الزعماء اللبنانيين بتذكر كيف أنقذت السعودية لبنان من الحرب الأهلية، عبر اتفاق الطائف، والعمل بكل قوة على إنهاء حالة الغضب التي ولدها التراخي أمام حزب الله؛ لأن غضب المملكة من لبنان ليس في صالح الأخيرة إطلاقا. واشار الى التزامن بين صعود الحوثيين، في اليمن، ووجود قوات إيرانية، وجنود لحزب الله، في سوريا، وأوضح أن هناك محاولة لمحاصرة المحور السني بالمنطقة، وهو ما تنبهت له المملكة سريعا، وعملت على إحباطه. بدوره وصف عضو مجلس النواب، ورئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، قرار المملكة بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، قرار حكيم؛ من أجل إعادة بث الروح في أوصال الدولة، وإيقاظها من حالة السبات العميق الذي يدفعها للوقوع في براثن الإيرانيين. وأضاف لـ»المدينة»: «إذا لم تتمكن لبنان من تدارك الموقف وإنقاذ العلاقة مع السعودية، فستكون حكومة بيروت هي الخاسر الأكبر»، معربا عن اقتناعه بأن المملكة لن تتخلى عن الشعب اللبناني.
مشاركة :