يزخر تاريخ البشرية بالعديد من الأسرار والألغاز التي لم تُحل بعد، ولا يزال العلماء يبحثون لها عن تفسير أو معنى بلا جدوى حتى الآن، وانتشرت الأساطير حول تلك الأسرار في ربوع العالم، وانشغل البعض بمحاولات فك رموزها، إلا أنهم لم يفلحوا حتى الآن، كما اقتحمتها السينما بخيالاتها لوضع نظريات ورؤى مختلفة لبعض تلك الأساطير من خلال الأفلام، بدءاً بجزيرة أتلانتيس الأسطورية ومروراً بمخطوطة فيونيتش، وانتهاءً بمثلث برمودا والرجل ذي القناع الحديدي، ولعنة الفراعنة، وغيرها. }} الأمازونيات: وفقاً للأساطير اليونانية، كانت الأمازونيات سلالة من النساء المحاربات يقطن على شواطئ البحر الأسود، على الرغم من أن مؤرخين آخرين يعتقدون أنهن كن يقطن آسيا الصغرى في منطقة تُدعى كابادوسيا أو ليبيا. وآثارهن الأولى تعود إلى العصور القديمة وتتوافق مع محاربات ينتمين لشعوب السكيثيين، والسارماتيون، وكن مشهورات بإطلاق القسي والسهام بسهولة، حسب زعم الأسطورة. ويقال إن الأمازونيات كن يقتلن أطفالهن الذكور أو يجعلوهن مكفوفين أو مقعدين لاستخدامهم كخدم، ولضمان استمرارية حضارتهن، لم تكن الأمازونيات يلتقين الرجال إلا في المعارك أو في زيجات مؤقتة مع الشعوب المجاورة، وكن يقتلن كل أولادهن الذين يولدون نتيجة ذلك التزاوج، لكنهن يبقين على بناتهن ويربينهن على فن الحرب. وتشير المصادر التاريخية إلى أن الأمازونيات غزين بلدين من آسيا الصغرى واليونان واشتبكن مع جيوش الإسكندر الأكبر بين 331 و324 قبل الميلاد. وتقول الأسطورة إنهن شاركن في حرب طروادة، وإن ملكتهن بنثسليا وقعت في حب البطل الإغريقي أخيل خلال حرب طروادة فقتلها. }} أحجار الكرنك (المنهير): في فرنسا، وبالتحديد في منطقة الكرنك الواقعة في بريتاني، تصطف نحو 4 آلاف صخرة تعرف بالمنهير والدولمينات، على مساحة 4 كيلومترات. ويعتقد أن هذه الحجارة الكبيرة المنحوتة نوعاً ما، ويتراوح ارتفاعها بين بضعة سنتيمترات إلى أكثر من 6 أمتار، وضعت هناك في العام 4500 قبل الميلاد. ويلاحظ أن كل اصطفاف للمنهير موضوع وفق ترتيب تصاعدي نحو الشرق، وحاولت أساطير ونظريات كثيرة تفسير هذه الصخور المصطفة على أنها تقويم شمسي، أو حقل للأموات أو نوع من طقوس العبادة القديمة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن تأريخ صخور المنهير يعود إلى العصر الحجري الحديث أي إلى بداية الحياة المستقرة. ومنذ عام 1991، بات الموقع محمياً ومغلقاً أمام الجمهور في الصيف، ويفتح في الشتاء. }} تماثيل جزيرة القيامة: اكتشفت الجزيرة عام 1722 من قبل الهولندي جاكوب روغيفين، الذي صُدم حين وقع نظره على مئات من التماثيل البشرية التي يتراوح ارتفاعها بين 3 و12 متراً. ولدى وصول روغيفين، كان البولينيزيون هم من يقطنون الجزيرة الواقعة ضمن حدود تشيلي، ويطلقون عليها مواي، ولكنهم ليسوا من شيدها. ويُعتقد أن تلك التماثيل المنحوتة من الصخور البركانية، أُنجزت في القرن العاشر لأغراض دينية من قبل السكان، الذين عاشوا قبل البولينيزيين، ولم يُعرف أحد حتى الآن أصل إقامتها. }} رموز الرونغورونغو الغامضة: ثمة لغز ثانٍ في تلك الجزيرة، يتمثل في الرونغورونغو، وهي رموز غامضة مكتوبة على أجسام مختلفة. ويعتقد كثير من الناس أنها شكل من أشكال الكتابة. وهذه الرموز لم يفك سرها أحد حتى الآن، ولو حدث ذلك، فربما تقدم لنا معلومات عن الحضارة التي بنت التماثيل والتي على ما يبدو أنها اندثرت إلى الأبد. }} لعنة تيكومسيه: كان تيكومسيه زعيم قبيلة ومحارب من قبائل الشاوني الهندية، ولد عام 1768 بالقرب من نهر أوهايو، وانتقلت عائلته وأغلب أفراد قريته إلى قرية مجاورة من الشاونيون، بسبب معركة عنيفة مع شعب كنتاكي. وعندما كبر تيكومسيه قاد ثورة ضد الولايات المتحدة بسبب التعدي على أراضي الهنود وانضم إليه كثيراً من المحاربين والقبائل، وأسس كونفدرالية معهم لحماية الأراضي. وحارب تيكومسيه جيش وليام هنري هاريسون، وانتصر في كثير من المعارك، لكنّه قُتل في معركة نهر التايمز حين تخلّى عنه حلفاؤه البريطانيون. واشتهر تيكومسيه بتمرده ضد الولايات المتحدة في الفترة 1810-1811، ومشاركته في حرب 1812. وعندما تعرض للقتل في نهاية المطاف على يد الأمريكيين، يقال إنه ترك تعويذة ضد جميع رؤساء الدول الأمريكية تنبأ من خلالها بالموت المأساوي لكل رئيس تنتهي سنة انتخابه بالرقم صفر. والواقع أن 7 رؤساء للولايات المتحدة المنتخبين في السنة المنتهية بالرقم صفر، توفوا أثناء ولايتهم منهم 3 لقوا حتفهم بالمرض، وهم: ويليام هنري هاريسون الذي انتخب عام 1840 وتوفي بالالتهاب الرئوي، ووارن هاردنج (انتخب عام 1920)، وتوفي بالسكتة، وفرانكلين روزفلت (انتخب عام 1940) وتوفي نتيجة نزيف في الدماغ، واغتيل 4 منهم: إبراهام لنكولن، الذي انتخب في عام 1860، وجيمس جارفيلد (انتخب عام 1880)، وويليام ماكينلي الذي أعيد انتخابه في العام 1900، وجون كنيدي الذي انتخب في عام 1960، فضلاً عن اثنين آخرين تعرضا لمحاولات اغتيال: رونالد ريغان الذي انتخب في عام 1980، وجورج دبليو بوش، الذي انتخب في عام 2000. عدد بيل: هو عبارة عن سلسلة من 3 نصوص مشفرة للكشف عن موقع أحد أعظم الكنوز المخفية في تاريخ الولايات المتحدة. وكان وراء هذا الكنز رجل غامض، يدعى توماس جيفرسون بيل كان يعمل على كشف المعادن الثمينة في العام 1818، في ولاية كولورادو، وترك وراءه كنزاً تدل عليه النصوص الثلاثة، لكن مفتاح ذلك الكنز لم يظهر بعد. ومن النصوص الثلاثة، تم فك الشفرة الثانية فقط. ومن المثير للاهتمام، أن إعلان الاستقلال لأمريكا كان مفتاح هذا الرمز، والأكثر غرابة أن بيل كان أيضاً اسم صاحب إعلان استقلال الولايات المتحدة. ويكشف النص المشفر عن أن الكنز مدفون في بيدفورد بولاية فرجينيا، ولكن المكان المحدد مخبأ بالتأكيد في واحد من النصين المشفرين الباقيين، ولا يزال مجهولاً. ويستمر الباحثون عن الكنوز في المطاردة بشكل غير قانوني، في كثير من الأحيان، في منطقة بيدفورد، متسلحين بمعاولهم، منذ أن جعل وريث بيل القصة منتشرة بين العامة، على أمل فك الرقمين المتبقيين بنجاح. }} قرص فيستوس: اكتشفه عالم الآثار الإيطالي لويجي بورنييه في العام 1908 بموقع القصر المينوي دو فيستوس في اليونان، والقرص مصنوع من الطين ويحتوي على رموز غامضة غير معروفة من الهيروغليفية. ومن المعتقد أنه تم عمل هذا القرص في مكان ما في الألف الثانية قبل الميلاد. ويلاحظ أنه على كل وجه من وجهي القرص يوجد 45 رمزاً هيروغليفياً محفوراً مع عناصر متحركة جراء الترتيب الحلزوني للرموز، الذي يبدأ من الخارج متجهاً نحو المركز. ويعتقد بعض المؤرخين أن الرموز الهيروغليفية تشبه الرموز الخطية ألف وباء، وهما نوعان من الكتابة كانتا تستخدمان سابقاً في كريت القديمة. المشكلة الوحيدة هي أنه إذا كنا نجحنا في فك الرموز الخطية باء، فلا تزال هناك الرموز الخطية ألف التي تمثل لغزاً حتى يومنا هذا. }} مخطوطة فوينيتش: يعود اسم المخطوطة إلى بائع الكتب القديم البولندي الأمريكي ويلفريد فوينيتش الذي اشتراها في العام 1912. وهي عبارة عن كتاب مفصل يحوي 240 صفحة مكتوبة بلغة أو بكتابة غير معروفة تماماً. وتملأ صفحاتها برسومات ملونة ورسوم بيانية غريبة، وبنباتات لا تشبه أي نوع من الأنواع المعروفة، وهو ما يضيف إلى المخطوطة غرابتها وتعقيد حلها وفك تشفيرها، فضلاً عن ذلك المؤلف مجهول، ولكن تقنية الكشف بالكربون 14 أظهرت أن صفحاتها كتبت بين 1404 و1438م. ولا شك أن النظريات بشأن أصل المخطوطة وطبيعتها كثيرة جداً، ويعتقد البعض أنها مخطوطة في علم الأدوية تعود إلى بداية الطب الحديث، وتشير العديد من صور الأعشاب والنباتات إلى أن المخطوطة هي دليل كيميائي. أما حقيقة أن العديد من الرسوم البيانية تبدو ذات أصل فلكي، وممزوجة مع رسومات غير معروفة، فولدت نظريات تقترح بأن الكتاب ذو أصل غير أرضي، وكتبته مخلوقات فضائية، ويتفق معظم الخبراء على أن الكتاب ليس خدعة، نظراً للوقت والمال والتركيز والجهد الذي بُذل لكتابته. ولم يتمكن أحد حتى الآن من فك طلاسم المخطوطة، التي يعتبرها الخبراء الوثيقة الأكثر إثارة للاهتمام والأكثر غموضاً من أي وقت مضى. }} لعنة الفراعنة: توت عنخ آمون فرعون مصري، وتوفي في سن ال 18. وفي 4 نوفمبر 1922، عثر البريطانيان هوارد كارتر واللورد كارنارفون في وادي الملوك بصعيد مصر، على مدخل قبر تحت الأرض توجد فيها الحجرة التي دفن فيها توت عنخ آمون. لكن الغريب أن اللورد كارنارفون مات بحمى رهيبة بعد بضعة أشهر، وكان هذا بداية لأسطورة لعنة الفراعنة، وذلك بعد موت 26 آثارياً في علم الآثار المصرية في الأشهر والسنوات اللاحقة. وتقول إحدى النظريات إن الوفيات كانت بسبب الفطريات السامة التي وجدت في غرف الدفن. الرجل ذو القناع الحديدي واحد من السجناء الأكثر شهرة في التاريخ، فالغموض الذي يحيط بوجوده، والذي غذته العديد من الأفلام والروايات التي تحدثت عنه، ولا تزال تثير الخيال بشأن الهوية الحقيقية للسجين الذي اشتهر باسم الرجل ذو القناع الحديدي. وعلى الرغم من ذلك، فإن شخصيته الحقيقية لم تُعرف حتى الآن، حتى بعد مرور أكثر من 300 عام من وفاته، وما هو معروف أنه في سنة 1679، سُجن الرجل لسبب مجهول في سجن قلعة شاتو دي إيف، فوق أرخبيل فريول، بالقرب من مدينة مرسيليا الفرنسية. وفي العام 1698، نُقل الرجل إلى سجن الباستيل، حيث توفي في العام 1703. ولم ير أحد على الإطلاق وجه السجين، الذي كان مغطى بقناع مخملي مع فواصل معدنية، ودارت الشائعات حوله، فتارة أنه كان أرستقراطياً إنجليزياً، وأخرى قالت إنه ابن الملك لويس الرابع عشر، أو شقيقه التوأم، بل أشارت شائعات إلى أنه ربما يكون الكاتب المسرحي الفرنسي موليير، أو دارتينيان أحد الفرسان الثلاثة المشهورين أو أحد محبي الملكة، أو ربما يكون نيكولا فوكيه، وهو الشخص ذو المكانة العالية الموكل بحماية الملك. كل الفرضيات ممكنة وكذلك أضدادها، ويعتقد البعض أن الرجل كان مجرد شخصية اخترعها الكاتب فولتير لتشويه سمعة الاستبداد الملكي آنذاك. ويقال إن هذا الرجل المجهول الشهير دفن تحت اسم ماركيالي Marchiali، ولا يقدم التاريخ كثيراً عن شخصيته. أتلانتيس المفقودة أول هذه الألغاز هي الجزيرة الأسطورية الرائعة أتلانتيس، التي جاء ذكرها أول مرة على لسان الفيلسوف الإغريقي أفلاطون، في القرن الرابع قبل الميلاد. ووصف أفلاطون الجزيرة بأنها عملاقة وتقع بالقرب من مضيق جبل طارق، الذي كان مكاناً لحضارة مزدهرة، لكن هذه الحضارة اختفت إثر كارثة غامضة. ويرى بعض الباحثين أن ما سرده أفلاطون مجرد أسطورة بسيطة، لكن البعض الآخر يعتقد بوجود هذه الجزيرة الرائعة ويستند إلى وقائع حقيقية ويرى أن الجزيرة ربما تكون الجزيرة اليونانية المسماة ثيرا أو سانتوريني، التي غرقت في العام 1600 قبل الميلاد نتيجة وقوع أمواج مد عاتية تسونامي. وحش بحيرة لوخ نيس في العام 1934، عرض الطبيب الكولونيل روبرت كينيث ويلسون صوراً، ادعى أنه التقطها لوحش يعيش في بحيرة لوخ نيس الإسكتلندية، وهذه الصور أثبتت ما جاء في القصة التي احتلت عناوين الصحف الرئيسية في عام 1933، التي تقول إن زوجين شاهدا في مياه البحيرة حيواناً ضخماً. لكن أسطورة نيسي، أي وحش بحيرة لوخ نيس، ولدت في القرن السادس الميلادي، حين واجه أحد الإيرلنديين وحشاً كان هاجم رجلاً أثناء عبوره البحيرة. ومنذ ذلك الحين ادعى نحو 1000 شخص أنهم شاهدوا الوحش، على الرغم من أنه بعد 60 عاماً من صور ويلسون، كشف أحد أصدقائه وهو على فراش الموت أنه وويلسون اختلقا هذه القصة للاتجار بها. مثلث برمودا هي منطقة بحرية تقع بين فلوريدا وبورتوريكو وجزر البرمودا. ومنذ القرن ال 19، كانت المنطقة مسرحاً لحالات اختفاء غير مبررة للسفن والطائرات. والحالة الأكثر شهرة هي قاذفات القنابل الخمس التي اختفت إلى غير رجعة في 5 ديسمبر 1945، بعد مغادرتها لفورت لودرديل بولاية فلوريدا. وعُثر فيما بعد على سفن مفقودة سليمة، لكنها مهجورة دون أي أثر لشاغليها. عشرات السفن والطائرات لاقت نفس المصير دون معرفة السبب، في هذه المنطقة، وأعلن العديد من الطيارين والبحارة أن أجهزتهم أصيبت بالاختلال والفوضى بمجرد دخولها. والغريب أن غالبية حالات الاختفاء التي لا يمكن تفسيرها حدثت بينما كانت الظروف الجوية مثلى خصوصاً خلال الاتصالات اللاسلكية الأخيرة. وهناك فرضيات كثيرة متداولة لتفسير هذه الظاهرة بدءاً من فقاعات الغاز وصولاً إلى المخلوقات الفضائية، وكلها مقبولة كمحاولة لتفسير ما لا يمكن تفسيره، لكن الغموض لا يزال سيد الموقف حتى اليوم. نصب ستونهنج الصخرية تُسمى الحجارة المعلقة، وهي النصب الأكثر شهرة في العالم، وكانت موضوعاً لافتراضات متعددة توالت عليها أجيال من علماء الآثار. وتتألف النصب من مجموعة من الهياكل الدائرية متحدة المركز التي أقيمت بين 2800 و1100 ق.م، وتقع على بعد 13 كيلومتراً من سالزبوري في جنوبي إنجلترا. ويوجد حولها فجوة يبلغ قطرها 103 أمتار مع عشرات الآبار التي كانت تُستخدم للحرق. لكننا في الحقيقة لا نعرف ما الغرض من هذه النصب، وإذا كانت منطقة لتجمع قبلي أم هي تقويم عملاق أم مرصد فلكي، على الرغم من أنها موقع أثري كبير يجذب نحو مليون زائر سنوياً.
مشاركة :