ألغاز تاريخية لم تبح بعد بسرها

  • 4/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر تاريخ البشرية بالعديد من الأسرار والألغاز التي لم تُحل بعد، ولا يزال العلماء يبحثون لها عن تفسير أو معنى بلا جدوى حتى الآن، وانتشرت الأساطير حول تلك الأسرار في ربوع العالم، وانشغل البعض بمحاولات فك رموزها، إلا أنهم لم يفلحوا حتى الآن، كما اقتحمتها السينما بخيالاتها لوضع نظريات ورؤى مختلفة لبعض تلك الأساطير من خلال الأفلام. وفيما يلي نستعرض بعض هذه الألغاز. }} ما سر نهر الزئبق تحت هرم قوتزلكتل المكسيكي ؟ - أبان هرم قوتزلكتل المكسيكي المعروف بهرم الثعبان ذي الريش، عن سر جديد ما زال يحير العلماء، فقد اكتشف خبراء الآثار نهراً من الزئبق تحت هذا الهرم، الذي يعتبر واحداً من أعظم ثلاثة آثار موجودة في موقع تيوتيهوا كان الشهير موطن الآلهة، بلغة الناهيوتل، الذي يبعد 50 كيلومتراً عن شمال شرق مدينة مكسيكو، والحقيقة أن السر الجديد يأتي ليضاف إلى أسرار هذا المكان، وهو اكتشاف ربما يقود أيضاً إلى اكتشاف مقبرة أحد ملوك الحضارة التي ازدهرت في المكسيك ما بين القرنين الثاني والثامن الميلادي. في يوم الجمعة 24 إبريل/نيسان من عام 2015، عثر الباحثون على زئبق معدن سائل، في إحدى الغرف تحت الأرضية الواقعة في نهاية نفق مقدس، على عمق 18متراً، وعبر ممر طويل يبلغ طوله 103 أمتار. ويقول عالم الآثار جولي جازولا الذي كان يقوم بأعمال الحفر منذ 6 أشهر في الموقع المسمى ( إيناه)، بعد أن افتتح النفق عام 2003، أي بعد نحو 1800 عام، من إنشائه: تم العثور على زئبق سائل بكمية كبيرة في الغرفة الجنوبية، لكن من الصعب جداً استعادته، لأنه لا يوجد في وعاء بل مختلط مباشرة بالتربة، واكتشف جوميز ورفاقه وجود ثلاث غرف تحت الأرض في نهاية النفق، بها كنز يحتوي على العشرات من التماثيل الحجرية والمجوهرات، وكرات من الكاوتش، واندهش العلماء من هذا الاكتشاف وتحيروا كثيراً في إيجاد تفسير لوجود الزئبق في هذا المكان، إلا أنهم رجحوا أن وراء هذه الكمية نهر أو بحيرة من هذا السائل فضي اللون. ووفقاً للباحث الثري سيرجيو غوميز، ربما كان هذا الزئبق يمثل في ذلك الوقت نهراً أو بحيرة تحت أرضية، علماً بأن هذا المعدن لم يتم اكتشافه من قبل إلا بكميات صغيرة في مواقع المايا، الواقعة إلى الجنوب، ولكن تم العثور عليه الآن في تيوتيهوا كان، بكميات كبيرة، وهو أمر مدهش. }} من يرقد منذ نحو 2300 سنة في قبر أمفيبوليس باليونان؟ - علماء الآثار يمكنهم قريباً الإجابة عن هذا السؤال، من خلال تحليل إحدى الفسيفساء، وحتى بلوغ هذا الهدف يخضع القبر لجميع التكهنات، فما الفرضيات التي حكيت حول هذا الأمر ؟ ولماذا يلقى هذا القبر أهمية كبيرة من قبل الباحثين ؟ الواقع أنه قبل فترة وجيزة، قام فريق من علماء الآثار بالكشف عن مدخل إحدى المقابر في أمفيبوليس، التي تقع على بعد 100 كم شرق سالونيك في شمال اليونان، وذلك في منطقة كانت ذات يوم جزءاً من مملكة مقدونيا القديمة، وعلى وجه السرعة، تم إرجاع تاريخ المقبرة إلى زمن الإسكندر الأكبر. أما المرشحون المتوقع أن يكونوا نزلاء القبر فهم: 1- الإسكندر الأكبر نفسه، لأنه يجب أن يكون من بين الأشخاص، الذين تمت تصفيتهم تلقائياً، وفي الحقيقة يسجل التاريخ أن جسده المحنط، حين عودته من بابل، مكان موته، تعرض ببساطة "للقرصنة "، من قبل أحد مساعديه، وهو بطليموس، هذا الأخير، الذي كان المسؤول عن حكم مصر، أنشأ في وقت لاحق سلالة فرعونية خاصة به، انتهت مع كليوباترا السابعة الشهيرة. وأراد بطليموس استرداد جثة سيده، على أمل الحصول على ميزة سياسية، وقد دفن الإكسندر بناء على ذلك في الإسكندرية، أي في المدينة التي أسسها والتي تحمل اسمه، ومع ذلك، فإنه لم يتم العثور على القبر أو بقاياه المحنطة. 2- فيليب الثاني، والد الإسكندر: اكتشف قبره بالفعل في عام 1977، في فرجينا بشمال اليونان على بعد 170 كيلومتراً من حفر أمفيبوليس، وكان القبر سليماً، وكانت هناك العديد من المؤشرات التي تدل على أن جسده يتطابق مع جسد فيليب "منها إصابة في الوجه ذكرها التاريخ"، ودار جدل لعدة سنوات حول هوية الجثة، ولكن دراسة أنثروبولوجية حديثة أكدت أنها لوالد الإكسندر. 3- الإكسندر، ابن الإكسندر الأكبر، الذي ولد بعد وفاته، والوريث النظري لإمبراطورية مقسمة بين جنرالات الملك، ويقال إنه حمل إلى مقدونيا على يد روكسانا، والدته، وكانا أصلاً تحت وصاية أوليمبياس، والدة الإسكندر المقدوني، وقد تمت تصفيتهما في نهاية المطاف، بأمر من الجنرال كاساندر، بعد سنوات قليلة من وفاة أوليمبياس، لأن كاساندر، لم يكن يريد أن يكون هناك ورثة شرعيون، يطعنون بحقه في العرش المقدوني. 4- أوليمبياس، والدة الإسكندر: تشتهر بأنها كانت من عباد ديونيسوس، وأنها كانت تشارك في حفلات منافية ، وتنام مع الثعابين، وعند وفاة ابنها، كانت تؤيد خصم كاساندر على عرش مقدونيا، لكنها رجمت في نهاية المطاف، ويقال إن كاسندر، رفض حقها في إقامة الجنازة، الأمر الذي يؤدي إلى استبعادها من قائمة أمفيبوليس، على الرغم من أن أتباعها، قد يكونون دفنوها بشكل سري هناك، وثمة أدلة أخرى تشير إلى نحو ذلك، وهي" الكرتيد"، والحقيقة أن بعض رموز ديونيسوس، تم اكتشافها هناك، بل حتى الفسيفساء التي تمثل اختطافها من قبل فيليب الثاني، وهو مع الإكسندر، يقودون الموكب إلى هيرميس، هذه بالتأكيد وجهة نظر، أندرو تشوج، مؤلف كتاب"الإسكندر الأكبر: القبر المفقود." 5- روكسانا، زوجة الإسكندر: أصلها من باكتريا، التي تقع إلى الشمال من أفغانستان الآن، جلبت ابنها وولي العهد إلى مقدونيا، حيث قتلت في سن 33 عاماً، ومن الممكن أن تكون هي من يرقد في قبر أمفيبوليس، فالكرتيد والفسيفساء الدالة على خطف بيرسيفوني، كلها رموز تشير بشكل جلي، نحو زوجة تنتمي إلى رتبة ملكية، وهو ما يتوافق مع روكسانا. 6- كليوباترا، شقيقة الإسكندر: اغتيلت في عام 308 قبل الميلاد، بعد وفاة الملك، وكان الكثيرون يسعون إلى الزواج منها، سعياً منهم لإضفاء الشرعية على عرش مقدونيا، ومن الممكن أيضاً أن يكون قد تم دفنها في أمفيبوليس. 7- أنصاف إخوة وأبناء العمومة، كانت الأسرة حينها ممتدة، فمثلاً كان فيليب الثالث، الأخ غير الشقيق للإسكندر، قد خلفه كملك لمقدونيا، وكان كاساندر، الجنرال السابق قد تزوج ثيثالونيكيه، الأخت غير الشقيقة للإسكندر، وربما يكون قد دفن في واحدة من المقابر الجديدة التي اكتشفت في فرجينا. 9 مواقع يقول الثري سيرجيو غوميز : في الماضي، تم العثور على الزئبق في تسعة مواقع في منطقة المايا، فمثلاً كان يرتبط وجوده في كوبان أو كاميناليوليو، على سبيل المثال، بالأضحيات، بعد أن يمزج مع كبريتيد الزئبق الأحمر، وربما كان يجمع في مناجم كبريتيد الزئبق الأحمر، حيث كان هذا المعدن الأحمر الخام يحرق ليستخرج منه الزئبق الحر، ومنذ ست سنوات تجري عمليات حفر دقيقة في هرم الثعبان ذي الريش، لكن فجأة بدت بطيئة، لأنه كان على علماء الآثار حماية أنفسهم من الزئبق، ومن أجل ذلك، كان عليهم ارتداء ملابس مناسبة لمنع أي تسمم به، ومن المعروف أن الزئبق يمتلك العديد من الخصائص، فهو موصل للتيار الكهربي، ويستخدم في المعدات المضادة للجاذبية مثل الصحون الطائرة التي كانت تصنع أيام هتلر، ويأمل الأثريون، أن يقود اكتشاف الزئبق في هذه المنطقة إلى الكشف عن مزيد من المعلومات حول الأسرة الحاكمة لمدينة تيوتيهواكان، التي بلغ عدد ساكنيها 200 ألف نسمة، إلا أنها خالية من أي إشارات على وجود قصور للملوك أو رسوم تدل عليهم. مأساة يونانية منذ ذلك الحين، والعلماء، يقومون بدعم من العمال، بالعمل على حفر القبر، والكشف تدريجياً عن أسراره، وفي بداية الأمر أخرج الباحثون زوجاً رائعاً من التماثيل تشبه تماثيل "أبي الهول"، وكأنها تحرس المدخل، ثم تبين العثور على تمثالين لامرأتين كرياتيد تمثال امرأة يقوم مقام عمود في مبنى، وفي الآونة الأخيرة، عثر على بقايا باب، ثم على فسيفساء فاخرة تصور اختطاف بيرسيفون من قبل هاديس، إله العالم السفلي جهنم، ولا يزال هناك الكثير من العمل لاستكمال أعمال الحفر، مما يثير سؤالاً مهماً: من الذي دفن هناك؟ يرى علماء الآثار اليونانيون أن هناك شبه يقين أن الشخص المدفون في المقبرة هو من العائلة المالكة المقدونية، أي عضو من عائلة الإسكندر، ولكن أي واحد منها؟ الجواب لا يزال موضع تكهنات، والواقع أن أسرة الإسكندر الأكبر، كانت ضالعة حتى العظم في لعبة العروش، فالإسكندر الأكبر هو واحد من تلك الشخصيات التاريخية، التي حيكت حولها الأساطير، وأحاطت بها البطولات المبالغ فيها والأسرار، فهذا الرجل أصبح ملكاً في سن 20 عاماً، وكان تلميذاً للفيلسوف أرسطو، وتوفي في سن 33 عاماً ربما بسبب المرض، وغدا ملك امبراطورية تمتد من اليونان إلى الهند في عام 323 قبل الميلاد، وترك الإسكندر وراءه عائلة، ووريثاً رسمياً، وجنرالات، سرعان ما عملوا على تقسيم امبراطوريته، ونجا من عائلته والدته، أوليمبياس، وزوجته، روكسانا، وابنه بعد وفاته، ألكسندر. ويقال إن أوليمبياس شاركت في اغتيال زوجها فيليب، وأما روكسانا فشاركت في قتل اثنتين من ضراتها، في حين تزوج كاساندر الأخت غير الشقيقة للإسكندر (ثيزالونيكه )، وساهم في قتل روكسانا وابنه، بعد سنوات قليلة من رجم أوليمبياس، لقد كانت مأساة يونانية حقيقية.

مشاركة :