أثارت جريمة قيام أب مريض نفسي بنحر ابنه (الطفل الذي يدرس بالصف الرابع الابتدائي بإحدى مدارس محافظات جازان)، بعد أن أخذه إلى أحد الأماكن المهجورة، وهناك قام بنحره بواسطة سكين حادّة في منظر حزين وجريمة بشعة، وهو محتضن لكتبه المدرسية، حيث أثارت هذه الحادثة التي تأتي واحدة من عشرات الجرائم -التي يرتكبها المرضى النفسيون أو مدمنو المخدرات وتنقلها لنا بين الفينة والأخرى وسائل الإعلام المختلفة- مجدداً مطالبات المواطنين بضرورة التحفظ على المرضى النفسيين ومدمني المخدرات، وعدم إطلاقهم يهيمون في الشوارع حتى يستكملوا علاجهم في مستشفيات الصحة النفسية المختصة، إذ إنهم يثيرون حالات من الفزع والخوف عندما يجوبون الشوارع دون هدف، وذلك في ظل تزايد أعدادهم يوماً بعد الآخر، كما طالبوا بنزع ولاية المريض النفسي ومدمن المخدرات عن أبنائه الأبرياء، والعمل على توفير الحماية الآمنة لهم من خطره. وبدوره قال د. إبراهيم عبد الله (استشاري طب نفسي): "إن أعداد المرضى النفسيين ومدمني المخدرات في تزايد لأسباب كثيرة (المملكة تعد من أقل الدول في أعداد المشردين والمرضى النفسيين الذين يعيشون في الشوارع)، أبرزها ازدحام المستشفيات ومراكز الرعاية المتخصصة في العلاج النفسي بالمرضى الذين مكثوا أوقات طويلة دون أن تتحسن حالتهم، وكذلك عدم رغبة ذويهم في خروجهم من المستشفى؛ خوفًا من خروجه عن سيطرة أسرته، حيث نرى هؤلاء الذين لم يجدوا أماكن في هذه المستشفيات يهيمون على وجوههم في الشوارع، وهذا الأمر قد يؤدي إلى ارتفاع معدل الجريمة وتعاطي المخدرات، والاعتداءات المختلفة على المواطنين وإلحاق الضرر بالممتلكات، وكذلك قد يتم استخدامهم في اتجاه مضاد للمجتمع أو الإرهاب والترويج. وأشار إلى أن هناك مرضى نفسيين ارتكبوا جرائم مختلفة فمنهم من قتل والده، ومنهم من قتل أبناءه، ومن الجرائم البشعة أيضاً مريض نفسي خرج من المستشفى ثم اصطحب زوجته وأطفاله الثلاثة بسيّارته الخاصّة في نزهة بريّة خارج النطاق العمراني وقتلهم جميعًا، وغير ذلك من جرائم القتل والاعتداء المتنوعة، مشددًا على أنه ليس كل مريض نفسي يشكل خطرًا على المجتمع، وأن الذين يهددون أنفسهم وغيرهم يشكلون نسبة بسيطة من المرضى النفسيين والعقليين". كما طالب بتكثيف برامج الوقاية والتوعية النفسية في المجتمع، والعمل على استقطاب خريجي الجامعات في تخصصات علم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، للعمل في هذا الجانب، سيّما في ظل قلة عدد الأطباء النفسيين بشكل لا يتوافق مع إحصائية عدد المرضى النفسيين.
مشاركة :