كيف يستطيع المرء أن يحقق النجاح؟ سؤال شغل- وما زال- العلماء والباحثين. وقد ابتكر الباحث، أبراهام ماسلو، هرما يرتب احتياجات الإنسان ويساعده على فهم أولوياته لتحقيق ذاته بشكل علمي وعملي. ويتشكل الهرم من خمسة عناصر رئيسة تجسد احتياجات الإنسان حسب الأهمية. وكلما تمت تلبية هذه الاحتياجات بتدرج وانضباط على حد زعمه استطعنا الوصول إلى النجاح المنشود. والعناصر هي: أولا: الاحتياجات الفسيولوجية: وذلك عبر تلبية الاحتياجات الفسيولوجية التالية: - الاحتياج إلى النوم. - الاحتياج إلى الطعام. - الاحتياج إلى الماء. - الاحتياج إلى الهواء. - الاحتياج إلى الجنس؛ للحفاظ على النوع وإشباع الغريزة. - الاحتياج إلى مأوى. ثانيا: الأمان: ويشتمل على التالي؛ - الأمان الجسدي من خلال عدم التعرض للعنف أو الإساءة أو الجريمة أو الاعتداء الجنسي. - أمان الممتلكات الشخصية. - الأمان الوظيفي. - الأمان الأسري. - الأمان المالي (دخل ثابت يوفر له متطلباته). ثالثا: الاحتياجات الاجتماعية: تتمثل في: الحب، والمودة، والعلاقات الأسرية، والصداقة، والزمالة. رابعا: الاحتياج إلى التقدير: تتجسد في: السمعة الطيبة، واحترام الآخرين له، والمكانة الاجتماعية، واحترامه لذاته، والنجاح. خامسا: تحقيق الذات: وعندما تتحقق الاحتياجات الأربعة السابقة يستطيع المرء أن يبدأ في جني ثمار تعبه من خلال تحقيق الذات. ويتطلب تحقيق الذات- إضافة إلى تلبية الاحتياجات الرئيسة- إلى الإحساس بالجمال والاستمرار عطشى للنجاح في سبيل تعزيز دخله وموارده وتحقيق أحلامه. ويشير ماسلو في بحثه الذي نشره عام 1943 إلى أن الدوافع الرئيسة لتحقيق النجاح لا تنضج إلا بعد أن تُطهى في قِدر الطبخ. وهذا القِدر يتمثل في العناصر الخمسة المكونة لاحتياجات الإنسان التي لا غنى عنها. ورغم نجاح وشيوع النظرية (الماسلوية)، نسبة إلى ماسلو، إلا أنها تعرضت إلى نقد يتجسد في أن الاحتياجات تتفاوت. فهناك مبدعون حققوا نجاحات قبل أن يلبوا احتياجاتهم الفسيولوجية والاجتماعية. لكن من أهم أسباب نجاح نظرية ماسلو أنها وضعت إطارا علميا يسهل على الباحثين والمهتمين والتواقين إلى الصعود تتبعه للوصول إلى القمة بعد أن ظلت طويلا معادلة لا حل لها وصورة ضبابية غير واضحة المعالم.
مشاركة :