بزخم «أهلاً بهالطلة» مجدداً، انطلق الموسم السياحي اللبناني الموعود، عله يعيد أملاً مفقوداً إلى القطاعات المعنية، ويحرك الدورة الاقتصادية شبه المعدومة في بلد لم يتردد رئيس حكومة تصريف الأعمال فيه، نجيب ميقاتي، يوماً، في الإعراب عن أمله بألا يصبح شعاره «عالعصفورية» (بالمعنى السياسي)، الأغنية التي كتب كلماتها ولحنها الفنان الراحل فيلمون وهبي، وغنتها صباح، و«أهلا بهالطلة»، التي غنتها الأخيرة، هي عبارة يحلو للبنانيين تردادها في ملاقاة الضيوف والأهل، أما «العصفورية»، فكان مصحاً دولياً للأمراض النفسية، أسسه المبشر السويسري ثيوفيلوس فالدماير في نطاق جبل لبنان. وما بين هذين الشعارين كلام عن أن لبنان، المتعب اقتصادياً والمنهار مالياً، وبما يملك من إرادة، وبالقليل من المقدرات، ما زال يصارع، ويتمسك بقدرته على الأمل أولاً، وعلى الاستمرار في استقطاب السياح وأبنائه المغتربين ثانياً. مطار بيروت وثمة كلام عن أن مطار بيروت الدولي، والذي من المتوقع أن يصل إليه نحو مليوني زائر خلال هذا الصيف، ما زال وحده يواجه، إذ لا ملايين من الدولارات تغذيه، ولا مشاريع لتطويره منذ عشرات السنين، ولا رواتب موظفيه المكافحين تكفيهم لأول أسبوع من الشهر، أما أبناء البلد فمستعدون لحسن الضيافة لأنهم يعرفون أن البلد بالنسبة للسياح الأجانب «غير مكلف»، فـ«يستقبلون الضيوف الأجانب بابتسامة، وينتظرون أبناءهم المغتربين بفرح»، وفق تعبير إحداهم لـ«البيان». تجدر الإشارة إلى أن طريق مطار بيروت، التي ارتبط اسمها بالازدهار اللبناني قبل 1975، وتحولت بعد الحرب إلى طريق الخطر والموت والخطف، شهدت أخيراً تغيراً في مشهدها، مع تخفيف «الرمزيات»، وانتشار لوحات إعلانية ترحب بالقادمين بعبارة «أهلا بهالطلة»، عبارة كتبت بالعربية وبأحرف أجنبية، في ظل توقع موسم سياحي واعد، مرفقة بحملة عنوانها «مشتاق للبنان.. طل هالصيفية». وهكذا تغير المشهد نسبياً، وكأن طريق المطار في «وقت مستقطع» اسمه الموسم السياحي، إذ «خلعت» زيها الحربي، وصارت أشبه بحاجز الجيش عند مدخل المطار، المظهر الشرعي الأكثر حضوراً عليها. أرقام ومعطيات وبلغة الأرقام تتفاوت الآمال بنجاح الموسم السياحي لهذا العام، وتتقلب بين التشاؤم والتفاؤل، ففي حين تتوقع وزارة السياحة اللبنانية قدوم نحو مليوني زائر، وتعول على موسم سياحي واعد، تعرب بعض فعاليات القطاع السياحي عن مخاوفها من عدم تحقيق أي تقدم على المستوى السياحي، ومن هؤلاء رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، الذي أشار لـ«البيان» إلى أن أن القطاع السياحي غير سليم، وأن الحديث عن مليوني زائر أمر مبالغ فيه. وثمة إجماع على أن لبنان أمام موسم صيفي واعد سياحياً، وهذا ما تبينه الأرقام، التي يتداولها المسؤولون في القطاع، فيما كان لافتاً ما أعلن قبل أيام، عن مفاجأة هذا الموسم، إذ كشف رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة في لبنان، جان عبود، أن ما يميز هذا الموسم ارتفاع نسبة السياح من العرب والأوروبيين واللبنانيين، متوقعاً أن يتخطى عدد القادمين عبر مطار بيروت الدولي هذا الصيف المليون و500 ألف. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :