لم يكن هذا الموضوع على بالي لو لم أشاهد منظرين متباينين حضرا في وقت واحد بعد ما تعرض شاب للقتل من رجل أمن غربي؛ لأنه لم يمتثل لأمره.. وبين رجل أمن آخر في موسم الحج يحمل هذا ويساعد آخر ويسقي ثالثا لكي يعينهم.. هنا نسأل عن المكان الذي هو مثالي في حقوق الناس، وأيهما يستحق أن نطلق عليه هذا المسمى؟!. في الأولى شاهدناها كثيرا في مجازر أمنية بحق أبرياء بين دول غربية غير قليلة من شدتها أخرجت كثيرين عن طورهم فخرجت تدمر كل ما هو أمامها.. وفي أخرى وعبر تاريخ طويل لموسم حج قدر الله أن أحداثه يتم توثيقها من قبل الحجاج ويروون بكاميراتهم ما يرونه من رقي تعاملي. وبين الفعلين المختلفين حق لنا أن نسأل أيضا هل حقوق الإنسان شعارات وكلمات أم فعل؟!.. لعلنا نستفيق لندرك ما تقدمه لنا الأحداث من تأكيدات بأن ما يحدث هو تأسيس تمت التربية عليه.. وإلا من يتحمل حركة دائبة وتلاقي وتزاحم مستمر لـ نحو 3 ملايين إنسان في أيام قليلة وفي موقع صغير لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من الكيلومترات.. من يستطيع أن يضبط ذلك بكل أريحية وإنسانية الأكيد أنه هو المدرك لحقوق الإنسان.. تلك التي تنبع من أنظمة ربانية أخلاقية.. لا تلك التي تخضع لمعايير الغطرسة والإدعاء؟!. امتداد طويل من الرقي التعاملي للأمن السعودي يعبّر عن الحال الأمنية في جميع أرجاء البلاد، من منطلق أن قيادة هذه البلاد تدرك تماما أن الأمن هو البيئة الأساسية والحاضنة الشاملة التي لا بديل عنها للإنتاج والبناء والعطاء والإبداع.. تحضر في الأماكن المقدسة في أرفع قيمها وفي أزهى حضورها مستلهمة التقاليد التي نشأت بها والتعاليم التي تأسست عليها. أمن سعودي يحضر ليعبر عن التعامل البشري الحق أساسه الاحترام والتواضع وحتى التنازل غير المخل.. ناهيك عن قمة الإيثار والبساطة.. مجردين من الفوقية والأنا على أعلى درجات الاحتراف والمهنية.. أفراده ممن كان تعليمهم وزادهم ما ينفع الناس ويعينهم وهم في أعلى درجات الاعتزاز.. لقد كان الأمن السعودي حديث العالم تقديرا وإشادة، استلهاما من مشاهد تتكرر على مدار الثانية والدقيقة، مستمدين عونهم من أن يكونوا ممن خصهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله” رواه الترمذي، ولا أرقى من توجيه رسول الله.. ومعه ومن خلاله كيف تتخيل أن يكون رجل الأمن السعودي؟!. لسنا هنا بصدد مبالغة، ولا في محل مجاملة، لكن من لا يشكُر لا يشكَر، لأن رجال الأمن هم الأساس في النظام وحفظ الحقوق والأمن والأمان لأن صورة رجل الأمن السعودي ستستمر بيضاء وناصعة وملهمة وهي بحق تمثل هيبة ورزانة وتواضع الدولة غير قوة حفظ الأمن وفرض الأمان، إنهم أبناؤنا الذين يقدمون أرواحهم عن طيب خاطر لأجل حفظ سلامة الحجاج وأهل البلاد وما يقومون به في مواجهة الجريمة ومكافحة الإرهاب والمخدرات من أجل أن ينعم الجميع بالأمن يستحقون على أقله أن نفتخر بفعلهم ونشكر الله قياسا على ما نشاهده من استبداد أمني حتى بحق مواطنيهم في دول تقول إنها تقود حقوق الإنسان. المهم في القول إن الأمن والاستقرار في السعودية، لم يكن وليد اللحظة، بل تحقق بعزم وجهود رجاله المخلصين الأوفياء، لتكون بلادنا في مواسمها الدينية والاجتماعية والسياحية موطن الأمان والثبات والسكينة، لنعاود القول بأننا نفتخر بأولئك الذين يسهرون على حمايتنا، ويقاتلون لمنع الظلم عنّا، الذين لولا الله ثم إخلاصهم وولائهم لما كان آمن الحجاج قائما وزاد شر الإرهابيين وتواصل فساد المجرمين، دعونا نحتمي بصدورهم التي تتصدى للشر عنّا، وعلى أقله أن ندعو لهذه الصدور بالصحة والعافية، ونعلن دوما اعتزازنا بها.
مشاركة :